عام مضى وانقضت أيامه ولياليه وشهوره مسرعة لتتوقف بنا ساعة الزمن عند التاريخ 2017/2/2م معلنة الذكرى الأولى لرحيل فنان الوطن (محمد علي ميسري) رحمه الله.... ففي 2016/2/2م يوم الثلاثاء انتقلت روح فناننا ألميسري إلى بارئها بعد صراع مع المرض ، وبعد رحلة نضالية وفنية بدأها عام 1964م وذلك بتأسيس ندوة مودية الموسيقية وتحديداً في 1964/6/11م وذلك في عهد حاكم ولاية دثينة الراحل/حسين منصورباجابر..
بعدها ابتعث الميسري من قبل حاكم ولاية دثينه الى عدن في دورة تدريبية لتعلم اصول العزف على العود على يد الفنان الراحل محمد مرشد ناجي .. وكان لهذه الندوة الموسيقية دوراً في انطلاقة الفنان الميسري إلى عالم الفن والغناء.. وغنى الراحل لمعظم شعراء المنطقة ، وكان أول عمل فني قام به رحمه الله بعد تأسيس الندوة هو إحياء حفل غنائي بمناسبة افتتاح السوق المركزي بمودية نهاية العام 1964م وبحضور النائب حسين منصور باجابر ... ومن اغانيه التي غناها في هذه السهرة أغنية من كلمات الشاعر الراحل/ أحمدعبدالله ألشيبه التي يقول مطلعها: ثنعشر ثلاثة عشر سمرنا وخلي* وسود الليالي فارقت بين لحباب.
وكذلك اغنية هات الهيج هات الزهاب للشاعر الراحل محمدالحمزه محمد ضمد كابرك والردي* هات الهيج هات الزهاب. قل بالله صلب او رطب* الراية في الطين فوش..
وكان أول تسجيل غنائي يقوم به الفنان ألميسري في عام 1967م حيث غنى اغنيته الثورية ضد المستعمر البريطاني التي يقول في مطلعها: بالقنابل والمدافع حقق الشعب انتصار* بالإرداة والعزيمة صار يمحي كل عار. في المعلا انفجارفي عدن صاروخ طار* في البريقه نار نار ثورة شعب ثار.
واستمر فناننا الثائر في عطاءه الفني المتدفق ... وغنى للمرأة والفلاح والعامل... غنى للجندي والطالب، غنى للحب وغنى للثورة والثوار...
وعندما اشتد به المرض ومنعه من التنقل والسفر للالتقاء بإحبابه واصدقاءه زاد اشتياقه للأصدقاء والأحباب ورفاق الدرب فانشد أغنيته المعبرة عن مدى حنينه واشتياقه لأحبابه التي تقول: ياطير من صنعاء سريت* كيف الحبايب دي رأيت. هل عادني في بالهم* والا نسوني وانتهيت. لي وقت ماعد شفتهم* من فرقهم يا ما اكتويت. ياليل صنعاء قل لهم* اني من الوحشة بكيت.
ومن أغانيه التي غناها للعمال(الصبح طل قوموا عمل) ليحثهم على العمل والمثابرة: الفجر نور والصبح طل* بالله حبايب قوموا عمل. واصحوا مع الطير خلوا الكسل* واحيوا ألاماني واحيوا الأمل.
كما غنى للثورة واعيادهاومنها أغنية الثورة اليمنية التي تقول كلماتها: مايو وسبتمبر وأكتوبر* أعياد الثورة اليمنية. ومن بعدها يأتي نوفمبر * عيد العزة والحرية. ياربي بارك في أعيادنا* واجعل فيها الخير لأولادنا.
كما غنى ألميسري رحمه الله للحب ومنها اغنيته(شاطى الذهب): يا ملتقى العشاق ياشاطى الذهب* ياجولد مور الحب يااحلى مصيف. كم فيك لي ذكرى لأغلى أيام حب* كم فوق رملك راح من عمري نصيف.
إلى أن قال:
محلى النسائم فيك كم يحلى الطرب* مع هدوء الليل والجو اللطيف. ياما على شاطيك قابلت المحب* ياماركبنا الموج في عز الخريف.
ومضت حياة فناننا الميسري ومضت رحلته الفنية المليئة بالأعمال الغنائية والفنية الجميلة ... وقضى اواخر سنوات عمره وهويعاني من مرض الفشل الكلوي الذي أنهكه لتقابل الحكومة كل هذا العطاءوالنضال لمحمد علي ميسري بالجحود والنكران ولم تقدم له الدعم الكافي ليواجه مرضه المزمن.. وختم الميسري حياته بآخر أعماله الفنية الرائعة بأغنية(ام الشهيد) وهي من كلماته والحانه وغناها الفنان(عبود خواجه) : ألا يا اماه لاتبكي* وامسحي من عينك الدمعة. فابنك ضحى واستشهد* ونور ليلنا بشمعة. وجاهد في سبيل الله* ودافع عن شرف ربعه. إلى أن قال: كسرنا شوكة المخلوع* والحوثي ومن تبعه. وراحوا في مهب الريح* وهبة روحه بلا رجعه. كريتر عانقت ابين* وصافح لودر القشعة. وشمسان الأبي عانق* سناح الخير والرفعه. وفي الحوطه سجع قمري* شجانا بالفرح سجعه. والشعب ياشعب جنوبنا الثائر* عرف من هندس ألخدعه...
رحل الفنان الميسري بجسده وستبقى أعماله الفنية ترافق الاجيال لتحكي لهم تاريخ ونضال فنان ثائر قدم لوطنه وشعبه عصارة جهده...
رحمك الله ياابا منير ونحن نحتفل بذكرى رحيلك الأولى .. وأسكنك الجنة.