استضافت قناة الإخبارية السعودية الأكاديمي والباحث السياسي د.علي الخلاقي في برمامجها "اليوم الثامن" مساء أمس السبت 4 فبراير 2017م، وسأله مقدم البرنامج في البدء عن كيف تسير عمليات التحالف والجيش اليمني لحرمان الانقلابيين من السيطرة بشكل كامل على محافظتي تعزوالحديدة واللتين تضمان ثلاثة موانئ كبرى؟..فأجاب: الحقيقة أن المعارك والمواجهات في الفترة الأخيرة قد أخذت المنحى الصحيح والحاسم في أهم الجبهات التي تمد الحوثيين بالأسلحة المهربة والأموال التي تأتيهم من إيران، فضلا عن نزع خطر تهديد الملاحة الدولية، وذلك بالسيطرة على منطقة ذوباب ثم ميناء المخاء وهو أحد الموانئ الرئيسية على الساحل الغربي ويمثل فقدان هذا الميناء بالنسبة للحوثيين ضربة قاصمة كونه يمهد الطريق الآن للاتجاه شمالاً نحو الخوخة ثم وصولاً إلى الميناء الرئيسي المتمثل بالحديدة ومثل هذه العمليات لو أنها بدأت قبل فترة طويلة لقرَّبَت النصر وكان قد اُسقطت صنعاء تلقائياً، إذ أن الحوثيين سينحصرون في ملاجئهم وكهوفهم الجبلية التي انطلقوا منها، ولولا امتلاكهم لسلاح الدولة الذي سلّمه لهم المخلوع صالح لما كان لهم هذه الصولات والجولات، ولكن يبدو أن الساعة قد اقتربت وهزيمتهم أصبحت الآن على الأبواب خاصة إذا ما استمرت تلك العمليات بنفس الوتيرة حتى الوصول إلى ميناء الحديدة من الجنوب ثم تحرك الجبهة الأخرى من جهة الشمال من حرض وميدي لتلتقي في ميناء الحديدة الرئيسي الذي سيكون الضربة القاصمة لمليشيات الحوثيين وبعدها تصبح الهزيمة تحصيل حاصل بالنسبة لهذه المليشيات التي عاثت في البلاد فساداً. -لكن ما الأهمية العسكرية والاقتصادية التي يتسم بها إقليم تهامة ومحافظة الحديدة على وجه الخصوص؟ محافظة الحديدة تتكسب أهمية استراتيجية أولاً من كونها أهم الموانئ التجارية والقواعد البحرية على الساحل الغربي هذا من جهة أهميتها العسكرية فضلا عن قربها من الممرات الدولية وبالذات مضيق باب المندب، وهذا ما يمثل خطراً على الملاحة الدولية كما رأينا من القصف الذي تعرضت له سفينة الإغاثة الإماراتية في اكتوبر الماضي وكذلك البوارج الأمريكية ثم الفرقاطة السعودية في الأسبوع الماضي، وهذا سيقطع على مليشيات الحوثيين هذه الأهمية العسكرية، أما الأهمية الاقتصادية فيكتسب إقليم تهامة بدرجة رئيسية أهمية اقتصادية من موارد موانئه الرئيسية كالحديدة والمخا والصليف وميدي وهذه الأهمية هي التي أعطت للحوثيين هذا المدد وهذا الصمود طوال الفترة الماضية ، بل أنها استخدمت ميناء ميدي في ظل انحسارها في صعدة قبل سيطرتها على صنعاء كمدد لها يمدها بالمواد العسكرية والأموال المهربة إليها من إيران، ومن الأهمية الاقتصادية أيضا فمنطقة تهامة من أغنى المناطق الزراعية ولكن للأسف الشديد هناك تناقض غريب وعجيب في هذه المحافظة البائسة، التي لم تستفد من وجود المخلوع صالح على مد 33عاماً، بل اُنتزعت أراضيها لصالح متنفذين كبار ، وكذلك تُستخدم الموانئ الآن والموارد التجارية وحتى الإغاثة الإنسانية التي تصل عبر هذه الموانئ، يُسخرها الحوثيون لصالح أتباعهم ولما يُسمى بالمجهود الحربي ، ولا تصل إلى أولئك البائسين من الجوعى الذين انهكهم الجوع في إقليم تهامة ، وكما رأينا صوراً تقشعر لها الأبدان ، وهذا سيخلص هؤلاء الناس من سطوة هذه المليشيات التي لا تضع مصالح أبناء هذه المنطقة بعين الاعتبار بقدر ما يهمها السيطرة على الموارد وتعزيز نفوذها ومصلحة أتباعها وانصارها فقط. -هل تتوقعون معركة كبيرة ومواجهة شرسة في الحديدة ، خاصة أن الانقلابيين سيستميتون في سبيل ابقائها تحت سيطرتهم لما لها من أهمية؟ دون شك أن الحوثيين لن يسلموا بسهولة ، لكن ليس بمستحيل هزيمتهم خاصة وقد تم فتح أكثر من جبهة لتشتيت وتمزيق قواهم وإنهاكهم في أكثر من جبهة ، في تعز، في نهم، في شبوة، في البيضاء ، في البقع ، في الجوف، في حرض وميدي، وهذا سجعلهم يتوقعون الضربة الموجعة من أي جبهة من هذه الجبهات ، ففي الآونة الأخيرة تم مد جبهة نهم بكتيبة مهمات خاصة وربما يضعون ثقلهم في هذه الجبهة، وهذا سيجعلهم في ثغرة في جبهة الساحل الغربي، وقد يتوقعون أن الضربة الرئيسية ستأتيهم من الساحل الغربي، فتأتيهم من جهة أخرى لا يتوقعونها، ولهذا نرى انكسارهم وانهيارهم بادياً حتى في خطاب زعيمهم عبدالملك الذي ظهر منكسراً وبهيئة يُرثى لها بدلاً من تلك العنتريات والعنجهية التي كان يطل بها على أتباعه. إذن جبهة الساحل الغربي ستكون معركة كبيرة ولكن ستكون هناك أفضلية للجيش الوطني وقوات المقاومة التي تتقدم بثبات ليس فقط لامتلاكها الأسلحة النوعية والتدريب وكذلك تمكنها من السيطرة على جبهات التموين والتنسيق ، وإنما أيضا لأفضلية امتلاكها للغطاء الجوي وكذلك اسناد البوارج الحربية ، وجبهة الساحل هي الحلقة الأضعف بالنسبة للحوثيين ، إذ أنها جبهة مكشوفة على عكس المناطق الجبلية التي يلجأون فيها إلى الاحتماء بالكهوف وبالشعاب الجبلية تجنباً لضربات الطيران أو حتى ضربات المدفعية ، أما في الساحل فالجبهة مكشوفة وهذا ما يجعلهم عرضة لنيران مدافع القوات البرية والبحرية والجوية وتلحق بهم الهزيمة والمزيد من القتل، ولهذا أعتقد أن معركة الحديدة على الأبواب ويتم الإعداد لها ولا شك أنهم سيستميتون ولكن هزيمتهم باتت وشيكة دون شك.