ان شوال القضية الجنوبية ان جاز التوصيف هو أشبه بشوال الفلاح محمدين في القطار المتجه من الصعيد إلى العاصمة المصرية القاهرة حينما لاحظ احدى الراكب الذي بجواره حركة العم محمدين بادر بسواله : لماذا تقوم بتقليب وهز هذا الشوال كل فترة ؟ فقال الفلاح: هذا الشوال فيه جرذان وفئران ، ولو تركتهم دون تقليب وهز لأكثر من ربع ساعة راح يرتاحوا (الجرذان والفئران) وكل واحد منهم راح يحفظ مكانه ويستقر فيه وراح ينسى صحابه اللي من حوله، ويبدأ بقضم وخرم الشوال ، وراح ينتج بعدها مصيبة ، لذلك أقوم بخلط الشوال كل ربع ساعة ، فيتعاركوا ويتقاتلوا ويختلفوا بين بعض فيغفلوا عن الشوال، و أصِل بهم إلى مركز البحوث بسلام . فان حكاية شوال الفلاح محمدين لا تختلف كثيرا عن حقيقة شوال الإنفصال التي حملها الفلاح الأخضر الإبراهيمي في قطار مجلس الامن الدولي حتى وصل بها الى مركز الأبحاث في العاصمة الأردنية عمان و أجريت عليها دراسة وثيقة العهد والاتفاق وبعد ذلك قام بإعادتها إلى الشوال مسافرا بها في قطار جامعة الأممالمتحدة وفي كل حين كان يهز ويقلب الشوال حتى وصلت القطط الشمالية العاصمة الجنوبيةعدن ورمى بشوال الإنفصال في محطة (سبعة يوليو 1994 ) ولم تجد محتويات الشوال أمامها سوى طريق الهروب الى عمان و الإمارات ومصر وبريطانيا ، وضل شوال القضية الجنوبية مرمي على قارعة الطريق ونطلق قطار شرعية الوحدة اليمنية في سكة الإقصاء والتهميش والتسريح القسري والنهب والسلب بنشوة الانتصار بالقوة العسكرية على القضية الجنوبية . وبعد برهة من زمن الظلم الاستبداد انتفض شعب الجنوب في محطة (سبعة يوليو 2007) بالمظاهرات السلمية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية وعلى أثرها قام السيد علي سالم البيض بتجمع المكونات الثورية في شوال الحراك السلمي وسافر بهي في قطار الضاحية الفارسية و أستمر في تقليب وخلط شوال الحراك السلمي بين كل فترة وحين دون إيصال الشوال الى مركز الأبحاث التحررية لإجراء الدراسة على الإرادة الجنوبية الجامحة وفق المواثيق الدولية ، وضل شوال القضية الجنوبية بين هزات وتقليب (البيض) محلك سر . وحينما وصل قطار المبادرة الخليجية إلى محطة (11 فبراير 2011) في شمال اليمن ونقل شوال الشرعية الى محطة الحوار الوطني اجتهدت الشرعية في أخذ كيس مؤتمر شعب الجنوب في أسفار قطار المبادرة الخليجية و آلياتها التنفيذية حتى تم الانقلاب عليها من قبل مليشيات المخلوع والحوثي والتهمت الشرعية في صنعاء في محطة ( 21 سبتمبر 2014) و واصلت عملية القضاء على الشرعية بمساندة فارسية حتى وصلت المحطة الثانية في ( 26 مارس 2015) باجتياح العاصمة الجنوبيةعدن واجبار شرعية المبادرة الخليجية على الخروج من اليمن لتصبح شرعية منفى ليس لها وجود على الأرض حتى صارت الحلقة الأضعف في المسار السياسي الدولي الذي يتعاطى مع الحلقة الأقوى في صناعة السلام مقابل الابتزاز الاقتصادي لحفظ ماء الوجه للمبادرة الخليجية وكل تلك التغيرات لم تحدث اي راحة لشوال القضية الجنوبية في ضاحية ولم حدث اي راحة أيضا لكيس شعب الجنوب في محطة الحوار الوطني . وعندما أتى قطار عاصفة الحزم الجوي للحفاظ على الشرعية اليمنية و إعادة المسار السياسي على سكة المبادرة الخليجية بذريعة القضاء على المد الإيراني في اليمن استمرت عاصفة الحزم بضربات الجوية دون تحقيق اي انتصارات على الأرض ولم تجد طريقا للنصر أمامها سوى احتوى شوال المقاومة الجنوبية الذي طهر لها الأراضي الجنوبية في مدة قياسية أذهلت العالم واستطاعوا بذلك إعادة رونق الشرعية الى اراضي جنوباليمن لتعديل مسار الضغوطات الدولية عن شرعية المنفى ومن هنا أصبح شوال القضية الجنوبية في متناول الأمارات لتسافر به في قطار التحالف العربي . ولم تكتفي الأمارات بشوال المقاومة الجنوبية بل سعت بكل ثقلها على ان تجبر البيض ان ينزل من قطار فارس وتاتي بهي حاملا شوال الحراك السلمي الى ابوظبي وسلمها الشوال بثمن بخس ، وسرعان ما تمكنت الأمارات من زمام حمل شوال المقاومة والحراك بفرض قيادات في سلطات العاصمة عدن تحت كنف الشرعية على أمل الحرية والاستقلال ، وها نحن اليوم نشاهد الامارات تهز وتقلب شوال القضية الجنوبية في كل لحظه وحين ولم يستطيعوا من هم في شوال ان يذوقوا طعم الراحة وتحديد مواقعهم لقضم وخرم الشوال والخروج من قبظتها نحو احراز تقدم سياسي للقضية الجنوبية ، فكلما شعرت بانهم اخذوا قسط من الراحة هزت وقلبت شوال القضية الجنوبية في قطار السياسة الإقليمية . فمتى يصل شوال القضية الجنوبية الى مركز الأبحاث التحررية طالما عملية التدوال لشوال ارهقت الإرادة الجامحة نحو نيل الحرية والاستقلال من الوحدة اليمنية التي جعلت الشوال الجنوبي في حركة تداول دائم فهل كتب علينا الخلط و الهز وتقليب حتى يتم ايصالنا الى مركز الأقاليم دون الإنتصار لتضحيات الشهداء والجرحى والاسراء ونحن من قطار الى قطار في فلك الشوال ندور .