اتخذت إيران منذ وقت طويل سياسية تهجير سكانها الدول العربية لاهداف جيوبوليتيكية ( تأثير الجغرافيا على السياسة ) حيث قامت بتهجير كتل سكانية من مواطنيها الى دول الخليج وبعض الدول العربية بهدف خلق كتل سكانية مواليه لها في هذه الدول لإرباكها وهو ما اتضح جلياً في احداث الاحتجاجات التي اجهضت في البحرين والسعودية وغيرها من الدول العربية . وقيام ايران في تصدير توجهاتها وأيدولوجياتها الطائفية هو مساس بخصوصيات البلدان العربية , وتعد هذه الممارسة تجسيداً لمفهوم ارهاب الدولة . وكان لما يعرف بثورة الربيع العربي دوراً بارزاً في ظهور معادلة جديدة في العلاقات العربية الإيرانية , حيث اصبحت إيران لاعباً مهماً في خارطة التوازنات الإقليمية , فقد مكنتها هذه الاحداث في المضي قدماً لفرض المخطط الشيعي الصفوي في المنطقة العربية , وتمكنت من ايجاد بيئة خصبة ببعض الدول العربية ودعمها للمليشيات الشيعية بالمال والسلاح وتحويل هذه الدول الى ساحات صراع . ففي الشأن العراقي كانت العلاقات العراقيةالإيرانية في اسوء حالاتها منذ حكم الشاه وحتى الثورة الإيرانية بسبب عدم تمكن إيران من ترويض النظام حينها او اختراقه وهو ماجعلها تدخل معه في حرب استمرت لمدة ثمان سنوات , ولم تستطيع إيران من فرض دورها على العراق الا منذ الاحتلال الامريكي , وتنامي دور إيران في العراق لم يأتي من قوة إيران وانما بسبب التغيرات الداخلية والدولية التي مهدت لدورها حتى اصبحت إيران الفاعل الاهم في تقرير واقع ومستقبل العراق . اما في لبنان فقد جعلت أيران من مليشيات حزب الله قنبلة موقوته قابلة للانفجار في خاصرة النظام اللبناني متى ماحاول التعارض مع المصالح الإيرانيةبلبنان . ومن ناحية سوريا فقد جعلت منها ايران حليفاً استراتيجياً قوياً منذ الثورة الإيرانية , وأثناء الحرب العراقيةالإيرانية كان الموقف السوري الى جانب إيران , ومايحصل اليوم في سوريا من دعم عسكري ومالي للنظام السوري ضد الثورة الشعبية والزج بالحرس الثوري الإيراني في القتال مع جيش بشار الاسد خير دليل على عمق العلاقات بين النظام السوري وإيران . ونلاحظ ايضاً في الحالة اليمنية التي بداء فيها الدور الإيراني في النشاط من اكثر من عقدين والذي كانت بداياته بإنشاء المعاهد التعليمية الشيعية في صعدة , ومنح دورات تعليمية لفئات من بيت الحوثي والمقربين منه في طهران لدراسة أصول المذهب الشيعي وأيدولوجياته واهدافه , وبعد سنوات من التعليم والتأهيل تطور الدور الإيراني الى الدعم المالي والمسلح لفتح باب الصراع المذهبي في اليمن والذي صار فيه المذهب الشيعي طرف مؤثر وخاصة في محافظات شمال اليمن وذلك لتضييق الخناق على المملكة العربية السعودية من بوابتها الجنوبية , فإضعاف السعودية يعد اضعاف وانهيار للخليج العربي برمته , وتداعيات الحرب الطاحنة في اليمن اليوم هي نتاج للدور الإيراني العدائي للأمة العربية من المحيط الى الخليج . وأخيراً فان سياسة إيران لتحقيق مطامعها الواسعة التي تتعدى على حدود الأخرين مارست عدة اساليب اهمها ممارسة العنف والتحريض ضد عدوها الحقيقي الدائم وهم المسلمون السنة والعرب , واظهار العدو الوهمي إسرائيل وامريكا بمظهر العدو الحقيقي والرئيسي كغطاء لإخفاء حربها الضروس على عدوها الحقيقي السنة والعرب . ومعروف ان هناك اهداف لتدخلات إيران اهمها هدف اساسي ثابت بعيد المدى وهو استعادة الهيمنة الفارسية على المنطقة العربية , واستعادة مجد امبراطورية فارس التي حطمت وهلكت على يد المسلمين بفتوحاتهم الاسلامية الذي عمت مشارق الارض ومغاربها .