قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ... عبارة افتقدناها كثيرا هذه الأيام في المدارس وقطاع التعليم بشكل عام , فمعلمو الأمس كانت لهم هيبة ومكانة يقف أمامها الكبار قبل الصغار, اجلالا وتعظيما ولهم مرتبة عالية من الاحترام والتقدير , ولكن ما نشاهده ونسمعه اليوم في بعض المدارس من انعدام الاحترام بين الطالب والمعلم وعدم الالتزام بالقواعد الدراسية وقوانين التعليم التي تفرض على المدارس الاساسية والثانوية في مختلف المديريات والمحافظات جعل المعلمون القدماء والذي لهم سجل حافل بالعطاء وخدمة التعليم يقفون على أطاله التي أصبحت خاوية على عروشها ويشاهدن مشاهد الاعتداء على المدراء والمدرسين واقتحام المدارس من قبل مسلحين بين الحين والآخر ويتحسرون على ماضي كان مشرق في قطاع التعليم لعدن , وادراكهم التام بأن التعليم اصبح يتراجع الى الوراء والخوف من انهياره تماما واحداث طفرة كبيرة في المجتمع لا تحمد عقباها. ما حدث من قيام مجموعة شباب قبل أيام بالتهجم على ادارة ثانوية لطفي جعفر أمان التي تعد من أعرق المدارس في مديرية صيرة ومحافظة عدن , كان أحد النماذج الحية لظاهرة الانحطاط الاخلاقي في صفوف الشباب والطلاب على وجه التحديد الذي لم يعرف هل هم ضحايا الأوضاع الصعبة والتدهور الكبير الحاصل في جميع الخدمات والقطاعات ومنها التعليم ؟؟ أم انهم جناة ينتهكون حرمة المدارس ويعتدون على المدراء والمعلمين بين الحين والآخر والتسبب بمشكلات قد تتحول الى أزمة وتتطور الى اقسام الشرطة دون مراقبة أو محاسبة من قبل الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في عموم المحافظات. لمعرفة المزيد عن تفاصيل الحادثة واراء بعض المعلمين والطلاب والمسؤولين نعرض هذا التقرير...
تقرير : دنيا حسين فرحان
تفاصيل الحادثة التي حصلت في ثانوية لطفي يقول مدير ثانوية لطفي جلال مسعود: في بداية الأمر جاءنا أحد الطلاب يشكوا من زملاء في فصله وعند استدعاء الطالبان الى مكتب الادارة وسؤالهم عن السبب أكدوا أنهم لم يقوموا بعمل شيء لذلك الطالب وأنهم لم يوجهوا له أي كلام أو سب او قاموا بفعل تجاهه لأذيته, لكن الطالب اصر على كلامه وتطور الموضوع بإحضار اهله الى المدرسة وتفاقم الوضع ليصل الى مشادات كلامية بيننا وبينهم وتأكيدهم على كلام ابنهم الذي لم يأتي بدليل يؤكد صحة كلامه , نفاجأ في اليوم التالي بدخول 3 شباب الى المدرسة ويطالبون بمقابلتي وانا كنت في مكتب التربية ذلك الوقت وكان في مكتب الادارة بعض الوكلاء والمعلمون وبعد التكلم معهم طلبوا أن يحضر الطلاب الذي وجه اليهم الطالب الذي جاءوا من طرفه الكلام السابق لكننا رفضوا وبشدة فأرادوا أن يقتحموا الصفوف بالقوة وحاولوا الاعتداء على 2 من الوكلاء ولكن تم ايقافهم وخرجوا من المدرسة. تم التواصل مع قسم شرطة كريتر وشرح ما حدث وتم النزول من قبلهم مع مدير عام صيرة الاستاذ خالد سيدو للمدرسة وكتابة محضر واستدعاء اهل الطالب الى قسم الشرطة والتحقيق معهم وتم احتواء الموضوع. نحن كمعلمين ومعلمات وادارة ووكلاء آسفون لما حدث المدارس لها حرمتها التي يجب ان تحترم من قبل الطلاب واسرهم مهما يحدث يظل للمعلم احترامه وهيبته ويجب على الكل فهم ذلك ما حدث سبب ضجة في مديرية صيرة وهناك من اعتقد ان الطالب على حق وقد تشوه سمعت المدرسة بشكل خاطئ بسبب عدن فهمهم السبب الحقيقي للخلاف نريد ان يفهم الجميع ان ثانوية لطفي تعد من المدارس النموذجية وكل شيء يتم تحت رقابة من الادارة ومحاسبة الطلاب المقصرين او من يهملوا في دروسهم والتواصل مع الاهالي بشكل مستمر من أجل مصلحتهم. نتمنى أن لا يكرر مثل هذه الفعل وان يتم احتواء كل المشاكل قبل ان تكبر وتحدث ازمة يحب تفاديها ونتقدم بالشكر الكبير لشرطة كريتر ومدير عام صيرة على الجهود المبذولة في متابعة الموضوع والاهتمام به.
يضيف أنور حزام مدرب الدعم النفسي في ثانوية لطفي : هذا الاحترام والتبجيل للمعلم ورسالة التعليم فقدناها هذه الايام على ضوء تزايد ظاهرة الاعتداء على المعلمين وانتهاك حرمة المدارس وتحويلها إلى مشاع وفوضى يفعل بها البعض ما يريد من بلطجة واعتداءات، ما حدث اليوم في ثانوية لطفي امان عدن عندما دخلت مجموعة من البلاطجة الملثمين حاملين اسلحتهم وشاهرينها على المعلمين والمعلمات وارغامهم تحت تهديد السلاح وبالقوة لتسليم مجموعة طلبة بحجة ان بينهم وبين احدى الطلاب قريب لأحد الطلاب البلاطجه , وبحمد الله تعاملت الادارة المدرسية ووكلاء المدرسة مع الموقف والتصدي لهم حماية لأبنائنا الطلاب في المدرسة . وقدتم ابلاغ مكتب التربية في المديرية ومأمور المديرية وقيادة شرطة كريتر وقد قدموا جميعهم الى المدرسة وتولوا متابعة المسألة . أن الذي يعتدي على حرمة مدرسة أو معلم إنما ينتهك حرمة رسالة التعليم السامية ويربي أبنائه على العنف والبلطجة وعدم احترام نفسه ومجتمعه، وأن المجتمع الذي يعطي الشرعية لمثل هذه الاعمال المهينة مستقبله ومستقبل أبناءه في خطر.
مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو : ندين ما حدث داخل ثانوية لطفي فكل مدرسة هي صرح تعليمي لا بد من احترامه وحتى وان حدثت مشاكل بين المعلمين انفسهم أو بين المعلمين والطلاب يجب أن يحترم الطالب المعلم ولا يتمادى معه بالكلام أو يعتدي عليه ولا يفاقم الموضوع بإحداث مشكلة بين المدرسة والاهالي , نحاول أن نبذل قصار جهدنا للاهتمام بقطاع التعليم فهو الاساس في بناء الاجيال وعدن بحاجة للبناء في هذا الوقت استطعنا التدخل واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة واحتواء الموضوع نشكر قسم شرطة كريتر على الوقوف بجانبنا وعلى الجميع أن يفهم أن من يتعدى على المدارس أو أي مرافق كانت يجب أن يحاسب ولن نتراجع في ذلك سنستمر في تأدية واجبنا كمسؤولين في المديرية ونرجو من الأهل مساندتنا وتوعية ابنائهم والمدرسة كذلك لها دور مهم في غرس قيم واخلاق في عقول الطلاب حتى لا يقعوا في مثل هذه المشاكل وتكرارها.
في سياق متصل هناك العديد من الاخبار التي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتداء الطلاب على المعلمين أو اقتحام مسلحين المدارس أو تعارك يحدث بين الأسر وادارة المدرسة ولا يوجد أي إجراء حازم لمعاقبة من يقوم بهذه الأفعال التي لا تمت للأخلاقيات بأي صله فهل يبشر ذلك بانهيار التعليم تزامنا مع هذه الحوادث التي اصبحت تكرر بين الحين والآخر؟؟ نداء يوجه للجهات المعنية بإنقاذ ما تبقى من قطاع التعليم الذي يشهد تراجعا ملحوظا على مستوى المناهج الدراسية والعملية التعليمية ومشاكل جمة تتجرعها المدارس كل يوم فهل من مجيب؟؟