كشف مصدر رئاسي يمني عن تحفظ الرئيس عبد ربه منصور هادي، على بعض تعديلات "خطة السلام" الأممية، فيما تجدد الصراع الأمريكي الروسي من أجل استمالة قائد الجيش الليبي، كما كشفت مصادر سياسية عن تحرك حركة الإخوان في اليمن لإفشال الخطة الأممية للسلام. ووفقاً لصحف عربية صادرة الأحد، أعلن الأمين العام لتيار "المستقبل" اللبناني أحمد الحريري، أن الاتجاه يسير الآن نحو إقرار قانون انتخاب يُرضي جميع الأطراف اللبنانية، بينما تم الكشف عن تواصل التنسيق العسكري والأمني الروسي التركي في سوريا. استمالة خليفة حفتر ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن "ثمة صراع أمريكي روسي لاستمالة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، والاستفادة من ثقله لبناء حكومة ليبية جديدة". وكشفت الصحيفة أن "قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا الجنرال توماس وايلد هاوسر، دعا إلى ضرورة أن يقوم حفتر ومجلس النواب الليبي ب"دور بنّاء" في تشكيل حكومة وحدة وطنية". وقالت مصادر ليبية مسؤولة إن "هذه الخطوة تمثل تغيراً واضحاً في موقف موسكووروسيا من الأزمة الليبية، واعتبار روسيا أن المشير حفتر هو جزء من المصالحة الليبية عموماً وليس جزء من المشكلة". وفي المقابل، قال رئيس شركة "آر إس بي" الأمنية الروسية أوليغ كرينيتسين، إن "استعداد موسكو لدعم حفتر علناً، وهو ما يأتي انسجاماًَ من مواقف متعددة أخرى تصب جميعها في صالح التقارب بين موسكو والمشير حفتر". خطة السلام في اليمن وعلى صعيد آخر، كشف مصدر رئاسي يمني أن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سلم الرئيس عبد ربه منصور هادي، تعديلات خريطة السلام، خلال لقاء جمعهما في الرياض أمس. ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن المصدر قوله إن "الرئيس هادي وعد ولد الشيخ بالتعاطي الإيجابي مع بعض تلك التعديلات، فيما أرجأ الرد على بعضها الآخر لما بعد دراستها كونها لا تتواءم مع المرجعيات"، وأضاف أن "هادي طالب بضرورة تنفيذ القرار 2216 بكامل بنوده دون انتقاص أو تأجيل بما فيها استكمال العملية السياسية بناءً على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي تمثل خريطة طريق لبناء الدولة الاتحادية". وقال المصدر للصحيفة إن "ولد الشيخ أبلغ الرئيس اليمني باستمرار الجهود لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وستطرح جميع الملاحظات للنقاش قبل استخلاص مبادرة حل"، مضيفاً أن "مبعوث الأممالمتحدة شدد على ضرورة العودة للتفاوض والحوار المباشر مجدداً في أقرب فرصة". تحركات الإخوان وفي اليمن أيضاً، ربطت مصادر يمنية مطّلعة التصعيد على جبهة نهم والتلويح بدخول صنعاء برغبة حزب الإصلاح الإخواني في القيام بتحرك يحول دون تنفيذ خطة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والتي تقوم على إخراج نائب الرئيس الحالي الفريق علي محسن الأحمر، من المشهد في ضوء رفض واسع لدوره يمنياً وإقليمياً. وقالت مصادر سياسية، نقلت عنها صحيفة "العرب" اللندنية، إن "الإصلاح وضع ثقله العسكري في جبهة نهم لدعم قوات الشرعية بهدف تحقيق "نصر على الحوثيين" يستثمره للحيلولة دون إزاحة الفريق الأحمر في وقت كانت جهات من داخل الشرعية تتهم فيه الحزب بتعطيل تقدم قواتها على أكثر من جبهة، وأنه يضع ساقاً مع الشرعية وأخرى مع المتمردين". وكشفت المصادر عن أن قيادات حزب الإصلاح شرعت منذ ظهور تسريبات عن تعديل مبادرة ولد الشيخ أحمد في تعبئة مقاتليها في الجوف ومأرب ونهم لدعم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حتى يبدو جزءاً من المقاومة وطرفاً في التحرير ويطالب بمقابل ذلك في أيّ مفاوضات لترتيب مرحلة ما بعد الحرب. قانون الانتخابات اللبناني وفي لبنان، توقع الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، أن "تذهب الأمور إلى إقرار قانون انتخاب جديد يُرضي كل الأطراف"، وهو ما أعتبرته عدد من المصادر اللبنانية المسؤولية في تصريحات نقلتها صحيفة "المستقبل" اللبنانية بمثابة إشارة واضحة على قرب حل أزمة الانتخابات. واعتبر الحريري أن "أي تأخير للانتخابات من دون أفق سياسي واضح يُعد فشلاً للعهد". وشدد الحريري في تصريحات نقلتها الصحيفة على "أننا لسنا جمعية خيرية تقدم الهدايا، ولا يفكرنّ أحد أننا سنقبل بقانون انتخابي على حسابنا، لأننا لن نفرّط بالأمانة، ولن نقبل الفراغ من جديد". وأشار إلى أنه "إذا كان الجميع جاهزاً للتضحية في موضوع قانون الإنتخاب فنحن أولهم، وإلا فلسنا جاهزين أن نقدّم من كيسنا". تنسيق روسي تركي وفي الشأن السوري، أطلقت موسكو وأنقرة مرحلة جديدة في تطوير العلاقات الثنائية وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنها "عودة إلى الشراكة الحقيقية"، فيما أكد نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن البلدين "أنجزا عملية تطبيع العلاقات". وانعقدت القمة الروسية- التركية قبل أيام من جولة مفاوضات إضافية في أستانة تستهدف تثبيت وقف النار في سوريا ومناقشة "خرائط" انتشار الجماعات الإرهابية. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية نقلاً عن مصادر سياسية أن "القمة تزامنت مع استمرار التصعيد الكردي- التركي في سوريا، ففيما أعلن الجيش التركي أنه قتل 71 عنصراً من "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية خلال الأيام السبعة الماضية، وقالت "قوات سورية الديموقراطية" المدعومة من الأمريكيين والتي يشكّل الأكراد عمادها، إن لديها "القوة الكافية" لتتمكن وحدها، بمساعدة التحالف، من طرد داعش من معقله في الرقة، في تأكيد جديد لرفض الأكراد مشاركة تركيا في عملية الرقة". وقالت مصادر مسؤولة للصحيفة إن "أهمية هذه القمة كشف بوتين عن تفاصيل الاتفاق الأمني لتعزيز "التعاون الاستخباراتي والعسكري بين البلدين". مشيراً إلى توجه روسياوتركيا ل "نشاط مشترك بهدف ملاحقة المطلوبين في البلدين". كما شدد على إدانة موسكو "أي أعمال إرهابية تستهدف تركيا مهما كانت محركاتها ودوافعها".