قال الجيش الوطني الليبي إنه استعاد السيطرة على ميناءي راس لانوف والسدر النفطيين، أمس الثلاثاء، من فصيل سيطر عليهما في وقت سابق هذا الشهر، فيما تشهد العاصمة طرابلس حرب شوارع بين ميليشيات متنافسة. وقال العقيد أحمد المسماري الناطق باسم القوات المسلحة الليبية إن قوات الجيش سيطرت على راس لانوف والسدرة وبن جواد. وأشار المسماري إلى أن «قوات الجيش لا تزال تطارد فلول القوات الإرهابية ما بعد بن جواد، وأن المعركة ما زالت مستمرة». وكانت الأنباء قبل ذلك قد تواترت بشأن تطورات الوضع ميدانيًا مع تواصل الاشتباكات في منطقة راس لانوف، وقالت رئاسة أركان القوات الجوية التابعة للجيش، على صفحتها في «فيسبوك»، أمس، إن مقاتلة من طراز «ميغ 21» استهدفت تجمعًا لآليات سرايا الدفاع عن بنغازي بالقرب من مطار راس لانوف، ما أدى لتدمير الآليات ومقتل مَن فيه، ضمن سلسلة من الضربات الجوية لم تتوقف منذ أيام، في حين تحدث مكتب إعلام القيادة العامة للجيش عن أسر عدد من مقاتلي «سرايا الدفاع عن بنغازي»، بعد الهجوم على راس لانوف. وكان «القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية» المشير حفتر «أصدر تعليماته» أمس لبدء الهجوم. ولقي أحد أفراد حرس المنشآت النفطية حتفه جراء القصف. ونقل موقع «ليبيا الخبر» عن قيادي في «سرايا الدفاع عن بنغازي» قوله إن القصف تسبب أيضا بأضرار مادية منها أضرار بأحد خزانات النفط وتدمير ورشة صيانة قريبة من ميناء راس لانوف بالكامل. وفي العاصمة طرابلس، اندلعت مواجهات وحرب شوارع امس بين مجموعات مسلحة في غرب المدينة. وقد بدأت المعارك مساء الاثنين في منطقتي حي الأندلس وقرقارش السكنيتين والتجاريتين. وسمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في هاتين المنطقتين اللتين تبعدان كيلومترين اثنين عن غرب وسط طرابلس، وتحدث شهود عن «معارك في الشوارع». وأقفل عدد كبير من محاور الطرق، ولم يتمكن معظم السكان من التوجه إلى مراكز عملهم، أو إلى مدارسهم بسبب أعمال العنف. وأعلنت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني أنها «تقوم والقوة المساندة لها بتطهير المنطقة من الخارجين عن القانون ولن تتوقف حتى يتم طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الأمن بالمنطقة، وطوقت دبابات منطقة كوبري قرقارش، مصوبةً مدافعها نحو مصنع التبغ في حي 2 مارس، وفق شهود أكدوا أن الدبابات تُحاول إعادة فتح الطريق في المنطقة بعد الاشتباكات العنيفة، التي أدت إلى احتراق مصرف الأمان بالكامل على يد ميليشيا مجهولة. على صعيد آخر، تستضيف الأمانة العامة للجامعة العربية، السبت المقبل، الاجتماع الرباعي المشترك الخاص بليبيا الذي يضم كلًا من الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط وممثل الأممالمتحدة مارتن كوبلر، والاتحاد الإفريقي جاكايا كيكويتي، وممثلة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني. ويهدف الاجتماع إلى دفع الجهود التي تبذلها دول الجوار الليبي خصوصاً مصر وتونس والجزائر لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية وفقًا للمحددات التي يتفق عليها الليبيون. بدوره، أعلن المجلس الأعلى للمصالحة عن مبادرة بشأن الأحداث الجارية بمنطقة الهلال النفطي امس، دعا فيها جميع الأطراف المتنازعة وأبناء الوطن كافة بأن يدخلوا في السلم جميعًا في خطوة لحقن الدماء وتحقيق الأمن والسلم لليبيين كافة.