يواصل بمدينة المكلا اليوم السبت 18مارس 2017م المؤتمر التأسيسي للإئتلاف الوطني الجنوبي " أوج " بحضرموت انعقاد جلساته بحضور 2200 مندوب ومندوبة تحت شعار نحو حامل سياسي لثورة وقضية الجنوب . وحضر الاجتماع عدد كبير من قيادات الحراك في جميع مديريات حضرموت الساحل والوادي والصحراء ، مؤكدين مشاركتهم الفاعلة في الإئتلاف ومباركتهم للعمل الذي يعد خطوة أولى نحو حامل سياسي للقضية الجنوبية .
وحسب متابعين ومراقبين للشأن المحلي ، يعد هذا الإئتلاف الأول من نوعه منذ اندلاع شرارة الحراك الجنوبي في الجنوب ، كونه يجمع جميع كيانات الحراك في إئتلاف ويضع رؤية للحكم الرشيد . وانعقدت بعد ظهر اليوم الجلسة الثانية للمؤتمر لمناقشة الوثائق واللوائح والرؤية السياسية وتم تشكيل هيئة رئاسة من الاخوة عقيل محمد العطاس وانور محمد باعشر وسلمى الكثيري وسكرتارية والصياغة من الاخوة عباس محمد باوزير وعلي عبدالله الحبشي والاخت صفاء عمر باعكابة .
وحسب الرؤية السياسية للإئتلاف التي قراها الاخ محمد الحضرمي ان الائتلاف يؤمن بخيار إقامة الدولة الجنوبية الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على حدودها المعروفة قبل 22 مايو 1990 .
ونصت أهداف الإئتلاف على التأكيد على مبدأ التصالح والتسامح وشددت على أن يكون لكافة المناطق الجنوبية تمثيلا عادلا في الدولة الجنوبية القادمة بما يتلاءم مع قدراتها واسهامتها الاقتصادية والجيوسياسية والثقافية دون انتقاص أو تهميش . و طالب تسليم منفذ الوديعة إلى قوات النخبة مع كافة النقاط الأمنية في حضرموت . كذلك تناولت الرؤية الملف النفطي وضرورة نقل مكاتب الشركات النفطية إلى حضرموت وإلغاء كافة العقود والوظائف التي أبرمتها الشركات النفطية على حساب ابناء المحافظة وضرورة توريد حصة حضرموت في جميع ثرواتها إلى البنك المركزي في المكلا بحصة لا تقل عن 75 ، ويتم تخصيصها لصالح التنمية .
كما أكد على الالتزام الفعلي لأبناء حضرموت في الحصول على الوظائف والمقاولات والتأمين وفتح تحقيق شفاف في كافة التعاقدات والمقاولات التي تم ابرامها مع جهات خارج المحافظة وإعادة النظر في نظام تعيين الكادر القيادي بحضرموت على أساس الكفاءة والخبرة والولاء الوطني .
واختتم الإئتلاف أهدافه بضرورة التآلف والحوار وترفع الأشخاص عن ذواتهم والاستفادة من أخطاء الماضي حتى ينتصر المشروع الوطني الجنوبي . ولاهمية الرؤية ومضمونها واهدافها النوعية والتي تعد نقلة نوعية وفعلية متقدمة ومتطورة في الفكر السياسي والثوري للثورة الجنوبية نقوم بنشرها كاملا حسب الاتي:- الرؤية السياسية
في خضم الأحداث الجسام التي تمر بها المنطقة والجنوب عامة وحضرموت خاصة , كان لزاماً على المعنيين من ابنائها على مختلف مشاريهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية ان يتداعوا - والحالة تعلن بواحاً عن تشتت وتناقض في ظل تفرق الكلمة والجمع - لخلق كيان سياسي يعبر عن طموحات مواطنيهم وآمال شعبهم في الانعتاق والتحرر والخروج من ربقة المآسي والحروب .
ازاء ذلك تداعت مكونات الحراك الجنوبي والقوى السياسية والمكونات الشعبية والمدنية والشخصيات العامة من اكاديميين ومثقفين وشخصيات وطنية الى لقاء تشاوري تتلاقح فيه كافة الرؤى الحضرمية المؤمنة بالقضية الجنوبية (هوية ودولة ) واعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المعروفة قبل 22 مايو 1990م , وعبر لقاءين احتضنتهما المكلا في ( 15-8-2016 و16-10-2016م) ولقاء آخر احتضنته عاصمة الوادي الاخضر سيئون في ( 14-2-2017 ) تخللهما جملة من المناقشات والحوارات , اسفرت جميعها عن ضرورة ايجاد وعاء واحد يضم كافة هذه القوى الحضرمية المؤمنة بإقامة دولة جنوبية اتحادية(فدرالية)على حدود ما قبل 22 مايو 1990م المعروفة , وقد حدد له اسم ( الائتلاف الوطني الجنوبي بحضرموت )(اوج).
هذا الكيان هو خطوة على طريق جمع الكلمة في حضرموت التي تناثرت رؤى ابنائها بين مشرّق ومغرّب, الامر الذى أيقظ - بالضرورة- الخيرون من هؤلاء الابناء لوضع رؤية شاملة تعد سفينة تبحر في عباب هذا اليم المتلاطمة امواجه وتتلاقى مع كل السفن الاخرى المبحرة في ذات الاتجاه القادمة من باقي المناطق الجنوبية الاخرى , لترسو في النهاية على شاطئ الامل في: ((حامل سياسي واحد لقضية الجنوب المعبر عن احلام ابنائه وتطلعات مواطنيه)).
وجرى تحديد أهداف الائتلاف بالاتي :
1) هو ائتلاف وطني سياسي مدني جبهوي عريض يتكون من القوى الحضرمية التي تضم مكونات الحراك السلمي ومقاومته الجنوبية واحزاب سياسية واتحادات نقابية ومهنية واجتماعية وشعبية ومنظمات مجتمع مدنى وشخصيات عامة وأكاديميين وقادة رأي وغيرهم - الملتقين على خيار اقامة الدولة الجنوبية الفدرالية الجديدة كاملة السيادة على حدودها المعروفة قبل 22 مايو 1990م وهو الهدف الاساسي الذي اجتمعوا عليه متوخين النضال السلمى لبلوغ اهدافه في التحرير والاستقلال والمساواة وبناء الانسان والتنمية ارضاً وانساناً في الدولة الجنوبية القادمة التي تتلاقى فيها مناطق الجنوب في تنافس شريف يثمر نماء للجنوب وكرامة لمواطنيه .
2) ان يكون لكافة المناطق الجنوبية دون استثناء تمثيلاً عادلاً في الدولة الجنوبية القادمة (قراراً وسيادةً ) بما يتلاءم مع قدراتها واسهاماتها الاقتصادية والجيوسياسية والثقافية دون انتقاص أو تهميش . .
3) يرى هذا الائتلاف بوضوح : ان حضرموت هي جزء اصيل من الدولة الجنوبية القادمة كاملة السيادة والتحرير على حدودها المعروفة وانها جزء من الامة العربية والاسلامية , ومشارك فاعل في كل ما من شانه النهوض بالأمة العربية والاسلامية ومحققاً لكل آمالها وطموحاتها , كما يؤكد على خصوصية حضرموت هوية وإرثاً وهو الحق نفسه لبقية المناطق الجنوبية الأخرى ذوات الخصوصية الثقافية.
4) التأكيد على مبدا التصالح والتسامح بين كل أبناء الجنوب عامة، و السمو على كافة مخلفات و جراحات الصراعات الماضية منذ ما قبل 30 نوفمبر 1967م. و العمل على معالجة آثار تلك الصراعات ووضع الأسس الصحيحة التي من شأنها عدم العودة لمثل تلك الصراعات من خلال مبدأ العدالة الاجتماعية وعدم التهميش و الشراكة العادلة في الثروة والسلطة.
5) يعمل الائتلاف على تطوير فكرته بحيث تسري في محافظات الجنوب كافة واقامة ائتلافات وطنية جنوبية مماثلة في محافظات الجنوب على طريق ائتلاف وطني جنوبي اعلى . 6) يعمل الائتلاف في نطاق مهامه المحلية على تطوير نهج الادارة في حضرموت والمساهمة في توجيه دفة الحكم وترشيده ومكافحة الفساد بكل الوانه واشكاله ,والتمسك بقيم المدرسة الحضرمية الوسطية باعتبارها الارث الثقافي الجامع لكل القيم الجنوبية كما يناضل لنبذ العنف والارهاب ويعمل على اضفاء روح المشاركة في نهج الحكم انطلاقاً من شعار(الارض لجميع مواطنيها ), ويدعم هذه المشاركة بتقديم الحلول والمخارج , وصولاً الى تنمية مستدامة ومجتمع يسوده الامن والامان والاستقرار والرفاهية والرخاء .
7) يعمل الائتلاف على المساهمة في السلم الاجتماعي في حضرموت عبر الإسهام الفاعل في إيجاد صيغة مشتركة وصولاً الى سلم مجتمعي دائم , ونبذ العنف سبيلاً لحل المشكلات كما يعمل على المشاركة الايجابية الفاعلة في تسيير شئون حضرموت ادارياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً بالفعل والمشورة وتقديم الرؤى والحلول .
8) العمل على ايجاد قياده عسكريه وامنية موحده تضم كل مساحة حضرموت الادارية وبقيادة وقوات حضرمية .
9) الاسراع في العمل على استصدار قرار بتسليم حماية منفد الوديعة وغيره من المنافذ البرية والجوية والبحرية لقوات النخبة الحضرمية مع كافة المعسكرات والنقاط الامنية الموجودة في حضرموت( ساحلاً ووادي) . 10) استصدار قرار بإلزام كافة الشركات النفطية العاملة في حضرموت بفتح مكاتبها الرئيسة بمدينة المكلا .
11) العمل على ضرورة توريد حصة حضرموت من مبيعات مخزون نفط الضبة الى البنك المركزي بالمكلا وتخصيص نسبة من موارد حضرموت ( لاتقل عن 75%) من قيمة صادرات الثروات النفطية والغازية والمعدنية والسمكية والزراعية وغيرها : تخصص لصالح التنمية في حضرموت مع وضع الضمانات والآليات لتنفيذ ذلك. وبكوادر حضرمية كفؤة .
12) تشكيل لجنة للتحقيق في خروقات وفساد الشركات النفطية العاملة في حضرموت وقضايا التلوث البيئي واضراره , مع العمل بالالتزام في صرف التعويضات المناسبة والعادلة عن هذه الاضرار ووضع المعالجات لإزالتها.
13) العمل على الغاء كافة العقود والوظائف التي ابرمتها الشركات العاملة في مجال النفط في حضرموت على حساب ابنائها وان يتم الالتزام الفعلي بحق أبناء حضرموت في الحصول الحصري على عقود الوظائف والمقاولات والتأمين , كحق قانوني وشرعي و فتح تحقيقات شفافة في كافة التعاقدات والمقاولات التي أبرمت مع جهات من خارج المحافظة, والتي حرمت الرأسمال المحلى الحضرمي من المساهمة في التنمية والبناء .
14) اعادة النظر في نظام تعيين الكادر القيادي بحضرموت واتباع اجراء يقوم على اسس متفق عليها قوامها الكفاءة والخبرة والاستعداد الشخصي لخدمة حضرموت.
15) يسعى الائتلاف على الاهتمام و تحسين أوضاع اسر الشهداء خلال كل مراحل الثورة الجنوبية او الحراك السلمي الجنوبي أو شهداء قوات النخبة.
16) تشجيع الإبداع و الكفاءات الشابة من خلال توفير كافة السبل للارتقاء بمستوياتهم و توفير لهم الدراسة في الأكاديميات وتنظيم الدورات التخصصية في مجالات السياسية و الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية، وبذلك سيولي الائتلاف الاهتمام بمراكز الدراسة والبحوث و الجامعات و المراكز التخصصية.
اخيراُ ,, نحن نعلم ان طرق التآلف والحوار قد تكون طويلة او معقدة لأسباب مختلفة ومتناقضة الا ان الواجب الوطني والأخلاقي يقتضى ترفع الاشخاص عن ذواتهم والاستفادة من الاخطاء واستلهام العبر والدروس الماضية , فالشجاعة الادبية تستوجب تبنى المواقف بصدق وامانة والابتعاد عن النزوع نحو الهيمنة أو فرض الآراء, وان الحوار بين ابناء حضرموت بمؤسساتها واحزابها وشخصياتها المختلفة هو حاجة موضوعية وقيمية يحتاجها الحضرميون جميعهم لأجل شعبهم والانصات لبعضهم والاتفاق على الطرق والوسائل التي تمكنهم من الانتصار لقضية شعبهم ليس في حضرموت وحدها بل في عموم الجنوب .
فالتجارب الانسانية والتاريخية تؤكد بانه لا يمكن لأى شعب ان ينتصر لحقوقه وقضيته مهما كانت عدالتها او مشروعيتها وهو مجزأ او منقسم على نفسه , وان النضال الجماهيري (( دون أداة سياسية واطار يؤطر معظم الطاقات الوطنية ويفرّق بين المهام المرحلية والاستراتيجية ويضع حداً للانقسام والخلافات التي تولد الاحباط )) لا يمكنه الانتصار لقضية كبيرة بحجم قضية الامن والاستقرار السياسي في حضرموت او في الجنوب ككل . فطريق الالف ميل تبدأ بالخطوة الاولى .