نجحت حضرموت في أن تحتفظ بمكانتها وزخمها في مسألة استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية بل وتقود نضالا منظما من أجل بنائها بناءا حديثا لعصر جديد من حياة الجنوبيين . وكما عهدناها حضرموت هي المحرك الآلي للجنوب من دون سعي لمصالح ذاتية ومحسوبية أو للاستحواذ بخيوط اللعبة السياسية أو الضغط على مفاصل الجنوب في زمن التشتت يجد فيه الجنوبيون الكثير من الصعوبات والتعقيدات في التسليم بمعالم دولتهم , وكان سعيها من أجل تجاوز تلك الصعوبات والتعقيدات والحفاظ على الخن للوصول إلى بر الأمان فتؤتمن على مفاتيح إدارة العمل الجنوبي وتشغيل مكينة الوطن الجنوبي لتدور عجلة تطويره وتوجيهه في المسار الصحيح للنهوض به واللحاق بركب العالمية من منطلق أن المجتمع الحديث مجتمع مشارك يؤدي وظيفته بواسطة إجماع الرأي والتعاون بشكل كافي لوضع أسس الحكم في ظل تعاطف متعاظم من قبل الجنوبيين نحو تاريخهم المسلوب , وحتى لا يظل الجنوبيون يأكلون أنفسهم وتتطفل اليمننة على جسمهم تتغذى بلحمهم تشرب دمهم . التعددية هي تضافر الأنماط الثقافية مع القوى المختلفة اجتماعيا وتعتبر من أهم شروط التقدم في الفعالية السياسية توفر ظروف النضج الذي يمنع التهور , تسمح لعناصر القيادة الجماعية القيام بالتطوير المادي والمعنوي مما حفّز الحضارم ليسارعوا في رص صفوفهم وجمع كلمتهم بمختلف رؤاهم في قالب واحد مؤسسين الائتلاف الوطني الجنوبي ( أوج ) واضعين الجنوب نصب أعينهم باعتباره هوية ودولة ذات سيادة على حدوده المعروفة قبل 22 مايو 1990م .وساروا بائتلافهم إلى أن عقدوا مؤتمره التأسيسي في الثامن عشر من مارس 2017م الذي أقر رؤية سياسية حضرمية موحدة تعالج قضايا جوهرية في الجنوب ولدولتنا الفيدرالية المنشودة أهمها التعددية الهدف الثالث من أهداف ثورتنا الجنوبية الستة وآليات التقيد بها والتنفيذ . والدعوة موجهة لكافة محافظات الجنوب لتوحيد مكوناتها في ائتلافات وطنية جنوبية لتسهيل التآلف والتقارب والحوار مع بعضها في شئون الدولة الجنوبية حيث أنه لن يتسنى لهم التخاطب مع الحضارم في هذا الشأن إلا مع ائتلافهم الوطني الجنوبي , كما أنه لن تتخاطب قيادة أوج الحضرمي مع بقية المحافظات بشأن الجنوب إلا عبر قيادات ائتلافاتهم الوطنية الجنوبية . هذه هي الحقيقة للحاضر والمستقبل على ظهر الأرض في نظامنا الشمسي إلى ما شاء الله وذلك تحسبا من الثقوب السوداء الموجودة في الجنوب التي تتصيد من على الكراسي تفترس رأس مال محافظاتها وتحاول أن تجرف أفلاك المحافظات الأخرى بما حملت من طاقات وقدرات .