تأكد لنا ان بعض الجنود المستجدين في بعض المعسكرات والذين خصصت لهم رواتب بمقدار ستون الف ريال يمني يستلمون نصف المبلغ وذلك بحجة انهم غير متواجدين ومنقطعين عن المداومة أو فارين من معسكراتهم وهم مقتنعون وراضون بهذه القسمة إلا ان الملفت في الأمر ان المبالغ المقطوعة من هؤلاء الجنود المستجدين لا نعرف مصيرها، هل تورد الى الخزانة العامة أو انها تذهب الى جيوب قادة هذه المعسكرات، خاصة انه جاء في علمنا ان هؤلاء الجنود المستجدين يوقعون ويبصمون على الراتب كاملا ويستلمون النصف مما يدخل الشك في ان العملية تندرج ضمن التزوير والفساد المالي، علما بأن الاجراء الطبيعي يكمن في احتساب عدد ايام الغياب أو الهروب وبالتالي تكون الاستقطاعات متباينة من شخص لآخر ومن يتغيبون لفترات طويلة ولعدة اشهر كان ينبغي فصلهم وليس استقطاع نصف مرتباتهم. ومن الاسباب التي ساعدت على عدم الالتزام والانضباط للدوام الرسمي هو صرف هذه المرتبات كل ثلاثة اشهر مما أدى الى التململ والتراخي والغياب والبقاء في بيوتهم والانتظار حتى تأتي مرتباتهم كل ثلاثة اشهر فيضطر هؤلاء الجنود ان يقبلوا بالحاصل وفي الوقت نفسه لا يتشدد قادة المعسكرات لأنهم يستفيدوا من هذا الوضع وبذلك يكون الكل راضيا بهذا الوضع. وربما يكون القصد من كل هذه الإجراءات هو دفع هؤلاء الجنود الى جبهات القتال والغريب في الامر هو ان عملية صرف المرتبات في بعض المعسكرات تتم في وقت متأخر من الليل الامر الذي يؤدي الى فوضى في بعض الاحيان ومشاجرات وعنصرية مقيتة وهي أخطر الممارسات التي تمارس ضد هؤلاء الجنود وبعض الضباط بهدف تطفيشهم واستبدالهم بعناصر أخرى وقد يتم توقف عملية الصرف في بعض الحيان ويطلب من لم يستلم راتبه التوجه الى جبهات القتال لاستلامه بحيث تعود لجنة الصرف مرة ثانية الى المعسكر لصرف مرتبات بقية هؤلاء الجنود وهكذا دواليك. واخيرا نتمنى ان يتم تثبيت قاعدة البيانات الخاصة بالمرتبات وفقا للبصمة والصورة والاسم والرقم لضمان تسليم الجنود مرتباتهم شهريا (على ان يتم هذا الاجراء على كافة المنتسبين للقوات المسلحة او الجيش الوطني). وبالمقابل ينبغي ان توضع ضوابط تلزم الجنود في أداء واجباتهم ومهامهم الطبيعة وكذا لابد من تشديد اجراءات الحضور والغياب والهروب بالاضافة الى ضرورة احترام شرف المهنة والاحترام المتبادل بين الجنود والرتب العلياء والضبط والربط ونبذ العنصرية، هذا إذا اردنا تأسيس جيش وطني على اسس وقواعد متينة ومبادئ وقيم واخلاق ديننا الاسلامي الحنيف.