تتجسد في العجز وعدم القدرة على خلق كيان سياسي جنوبي قادر على الانعطاف بالمرحلة إلى الأمام ، كما ان الأزمة تتجسد في أنتشار المنهجيات الاصولية الدينية بمضامينها وتشكيلاتها المختلفة ،التي تشغل بال وتفكير الشعب الجنوبي وهوا يشاهد بأم عينه انهيار وتبدد الحلم الوطني الجنوبي بالاستقلال والتحرير ، هذا إلى جانب الارتدادات الثورية والانتكاسات المثالية في القيم الاجتماعية وظهور الجماعات النخب الدينية المتزمنه التي تحمل بذور الوعي المنغلق الذي يتمترس خلف اللاهوت وطقوس الدروشة والشعوذات ، هذه الجماعات التي تستبدل الصراع السياسي الثقافي الفكري بين البلدين إلى صراع طائفي ديني يمزق الوطن والهوية والنسيج الاجتماعي .
كما ان صعود الاصوليات الدينية المتطرفة في مجتمعنا الجنوبي تشل حركة الثورة وتخنق المبادرة والفكرة التي تبادر الى الاصلاح والتغيير الثوري لما لها من قبول وصلاحيات عند التحالف الديني العربي الذي عبد الطريق وسهل المهمة للأصولية الدينية للتوغل واختراق الجسد الجنوبي وخنق الافكار والاحلام الجنوبية .
ان خلق كيان سياسي جنوبي قادر اختراق سقف العمالة المفروض على ثورتنا، وقادر على كسر قيود الوصاية والتلقين في اعتقادي هما شرطان اساسيان وبمثابة الدينامو وللبنة الاولى للثورة القادمة التي نتطلع لها بان تجعل الحلم الجنوبي حقيقة واقعية وملموسة وتنقل شعبنا إلى مرحلة جديدة اكثر تقدما .
وسنظل نأمل بان تكون أزمة الفكر السياسي الجنوبي المعاصر، هي أزمة انية عابرة تخضع للظروف والمتغيرات السياسية العالمية والاقليمية ،رغم سواد وقتامة المرحلة فلا بد من اختمار البذرة لثورة التغيير الجنوبية الآتية من الوعي والثقافة .
والقول الفصل، ان ما يحتاجه شعبنا الجنوبي من المهرة إلى باب المندب في هذه المرحلة الحالكة، هو انطلاق ثقافية فكرية جديدة ونهضة ثورية شاملة، وسيظل الامل معقود على حقل الفكر والمعرفة بانهم قادرين على النهوض مرة اخرى.