ترددت كثيرا" في ان تخط أناملي بضعة كلمات عن الشهيد القائد العقيد احمد حسين مقراط فماذا عساي أقول ؟ وماذا لحروف كتابتي ان ترصد ؟ أقف حائرا" مرتابا ولساني عاجز عن التعبير وذراعي يرتجف بين أناملي رهبة وخشية وحزنا أما عيناي فلم تحبس جريان مدامعها عساها لن تخذلني الكلمات والعبارات التي قد لاتف الغرض فليعذرني القارئ الكريم ان أخفقت في الكتابة لأنني -مهما كتبت -لن ولن أستطع أن أفي شهيدنا حقه ولكنه الوفاء والعرفان لهذه الهامة الجنوبية وهذا القائد المقدام الهمام. لم تعد محاولتي الكتابه عن شهيدنا العقيد أحمد سوى مجازفة محمودة عساها ان تكون كلمة في سفر حياته وتجربته العسكرية والقيادية وقبل هذا القيمية والاخلاقية التي يتصف بها ويعلمها كل من عرف شهيد الوطن . في كل مجلس أو اثناء المناسبات وعندما يتحدث الناس عن القاده العسكريين وعن المهارات القتالية نجد أسم أحمد مقراط يتصدر المشهد بكل قوة ونشوة والسبب يعود إلى مهاراته التي اكتسبها طيلة حياته وخدمته العسكرية بل وحنكته في القيادة وألمامه في تخصصه ( سلاح المدفعية) إلى حد كبير حين يجيد تحديد الأهداف بدقة ومهارة عالية واصابتها من الطلقة الأولى بشهادات من زاملوه حياته العسكرية . الشهيد احمد مقراط رحمة الله تغشاه صال وجال في كل الجبهات وفي كل مواقع الشرف والبطوله حاملا" روحه على كفيه لايهاب الموت أويخشاه ..الشهيد أحمد مقراط كان يعمل بصمت ولايحب الظهور أو التباهي والتفاخر بمنصبه ورتبته العسكرية. استشهد أحمد مقراط وهو رافع الهامة ممسكا" ببندقيته ويده على الزناد رافضا" الخنوع والاستسلام وقبل استشهاده كان ينادي عززونا ..عززونا ..حسب رواية من كانوا في قلب الحدث لكي يواصل المشوار مقتحما تحصينات أعداء الحياة وتجمعاتهم ولم يطلب من قائد اللواء أن يأذن له بالانسحاب . استشهد أحمد مقراط مبتسما" كما عهدناه ملاقيا ربه مقتنعا بالنصر أو الشهادة فنالها بطلا جسورا شجاعا ونحن في ماقيناء الف دمعه ودمعه بعد رحيله. استشهد أحمد مقراط وهو يؤدي واجبه الوطني المقدس ليلتحق بكوكبة الشهداء الأبطال أمثال الشهيد علي ناصر هادي وطه علوان وأحمد سيف وعمر الصبيحي وكل شهداء الجنوب وبرحيله خسر الجنوب واحد من أنبل وأشرف وأشجع القاده الأوفياء والمخلصين. استشهد أبو وجدان ولم يخلف لأولاده عمارة على خط التسعين أو فيلا في المدينة التقنية كبعض اللاهثين وراء حطام الدنيا بل خلف لأولاده وأهله وشعبه الجنوبي سيرته العطرة وحب الناس له عدى مايمكن اعتباره مسكن غاية في البساطة والتواضع عبارة عن كوخ من الخشب في شعب من شعاب ثنهة . كنت أسمع عن القائد أحمد مقراط وتفوقه في فنون القتال وخبرته في إدارة المعركة الحديثة المشتركة وانا مازلت صغيرا وأتذكر أنني قراءت عنه في صحيفة ( الراية) لسان حال الجيش الجنوبي في أواخر عام 89م اذا لم تخني الذاكرة و قبيل هذه الوحدة المشؤومة. كان الشهيد بمثابة الأب الروحي لنا نحن الطلاب الذين ندرس في مدرسة الشهيد محسن عبدالله العمودي فيما كان هو أحد ضباط لواء الوحدة بزنجبار فكان يقدم لنا النصائح والتوجيهات ويحثنا على الالتزام والمثابرة والتحصيل العلمي ويقدم لنا يد العون والمساعدة رحمة الله عليه سطر الشهيد القائد أحمد مقراط اروع الملاحم البطولية على طول الوطن وعرضه ولم يأخذ معه شي بل قدم روحه غربانا" للحرية والعزه والكرامة . وداعا" يامن علمتنا ابجديات الوفاء ومعاني الإخلاص والتضحية ..وداعا" يامن بكتك بطون الوديان والسهول وقمم الجبال والرمال وفوهات المدافع قبل أن تبكيك القلوب والعيون وترثيك الأقلام ..أقول وداعا" أباء وجدان وهنيئا" لك الشهادة ولكن ستبقى حيا" في قلوبنا وقلوب كل من عرفوك وعرفوا مواقفك الصلبة والشجاعة ..إلى جنة الخلد أن شاء الله .