التأمت صباح السبت 15 أبريل 2017م الهيئة التحضيرية العليا لمؤتمر حضرموت الجامع التي عقدت أولى جلساتها بفندق رمادا بمدينة المكلا. وفي الجلسة الافتتاحية التي بُدأت بتلاوة من القرآن الكريم, ارتجل اللواء الركن "احمد سعيد بن بريك" محافظ المحافظة كلمة قال في مستهلها: (ان انعقاد هيئتكم هذه تعتبر اللبنة الأولى الصحيحة لتحقيق ما تصبو إليه حضرموت وأبنائها, وأشار إلى ان اجتماعكم بمختلف توجهاتكم السياسية والفكرية يدل على تحملكم مسئولية جسمية في تحديد وجهة حضرموت ورسم معالم الحاضر والمستقبل لحضرموت وأكد بان ليس هناك أسرار في هذا المؤتمر فنحن واضحين وضوح الشمس, نحن هنا لتحديد وجهة حضرموت وحفظ حقوقها كافة ومن اجل المساهمة الجادة في تعزيز الايجابيات التي تحققت سواء كانت خدمية أو أمنية أو عسكرية , , مؤكدا على الوقوف بقلب رجل واحد لوقف كافة أنواع الهيمنة والابتزاز والفهلوة). وأكد محافظ حضرموت بأن مؤتمر حضرموت الجامع لا يختلف عليه حضرميان من حيث الجوهر والمضمون, مشيرًا إلى أن أكثر من ستة مليون حضرمي أنظارهم مشدودة إليكم مقترنة بآمال كبيرة يتطلعون من خلالها ان بتمخض اجتماع الهيئة ومن ثم مؤتمر المندوبين عن تجسيد حقيقي لتطلعاتهم المشروعة في الأمن والاستقرار والعدل واستعادة الحقوق وتحقيقا للإرادة الشعبية الحقيقية الصادقة في بناء حضرموت والنهوض والارتقاء بها. وأشار المحافظ إلى أهمية وقوف أبناء حضرموت وقفة رجل واحد من أجل مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة وان يعبرون بشكل حضاري وسلمي عن كل تطلعاتهم والعمل على تحقيقها, مشددا على ان الوقت قد حان ليقول الحضارمة كلمتهم ويعملون على وقف العبث بالثروة واستلاب الحقوق, موضحًا بأن أبناء حضرموت هم رسل سلام ومحبة وبناء في حلهم و ترحالهم. وعن تباين الآراء حول مؤتمر حضرموت الجامع قال المحفظ "بن بريك": (مع احترامنا لإخوتنا الذين لهم موقف مغاير ونحترم فيهم ذلك ولا نعتبرهم أعداء لنا ولكن موقف كهذا قد تتأذى ضمائرهم لعدم مشاركتهم أهلهم ولو بالكلمة). و قال مشدداً: (أطالبكم بان تتحملوا مسؤوليتكم وأنا منكم بان تقولوا للقاصي والداني هذه حضرموت هؤلاء هم أبناء حضرموت وسيكتب التاريخ بأنكم قلتم كلمة حق). وطالب المحافظ بن بريك في ختام كلمته أبناء المحافظات الأخرى الاقتداء بحضرموت في ظل هذه الأوضاع الحرجة وان يسلكوا مسلك حضرموت في تحقيق الأمن والاستقرار. هذا, وكان وكيل أول محافظة حضرموت رئيس اللجنة التحضيرية الرئيسة للمؤتمر " عمرو علي بن حبريش" قد ألقى في مستهل الجلسة الافتتاحية كلمة جاء فيها: (نجتمع اليوم بعد مرور عام على تحرير المكلا وساحل حضرموت من قبضة القوى الظلامية, نجتمع وقد حققت الكثير من المنجزات في ظل قيادة رئيس الجمهورية المشير "عبدربه منصور هادي", ويتمثل أهم منجز في ما تشهده المحافظة من امن واستقرار الذي أصبح محل إطراء وإعجاب أبناء المحافظات الأخرى). وأشار المقدم "بن حبريش" إلى أن حضرموت اليوم تسطر صفحات مجيدة في تاريخها الطويل خاصة وإنها انتقلت من معركة التحرير إلى معركة أخرى لا تقل أهمية ألا وهي معركة البناء وترتيب البيت من الداخل ليكون قويًا متماسكًا قادرًا على مواجهة اعتى الظروف قسوة وكسر المستحيل لافتًا إلى أن معركة البناء الجديدة في حضرموت والتي يجتمع أبناؤها لبنائها ستكون لبنة صالحة في وطن يعمه الرخاء ويعيش في أمن واستقرار داخليًا ومع من حوله من الأشقاء. وقال "بن حبريش": (أن هذا الاجتماع الذي يأتي بعد قرابة مائة عام من عقد آخر مؤتمر حضرموت جامع في سنغافورة والشحر في العام 1927م, لهذا فأنتم اليوم تصنعون المعجزة بفضل وبجهود المخلصين الذين بذلوا الجهد الكبير للوصول إلى هذه اللحظة الفارقة في التاريخ بوصفه سيوحد الحضارمة ليلتقوا على طاولة واحدة يتناقشوا في شؤونهم الداخلية ويعالجوا خلافاتهم البسيطة والحيلولة دون تفاقمها). مؤكدًا على: (أن حضرموت العزيزة والقوية والآمنة التي ننشدها جميعًا ستكون مصدر إشعاع ونور وأرض خير وعطاء لكل من حولها قبل أن تكون كذلك لأهلها). وأوضح: (بأن التاريخ قد عرف الحضارمة بأنهم دعاة بناء وأعمار وحملة رسالة أخلاق وتسامح أوصلوها إلى مختلف بقاع العالم). وذكّر المقدم "بن حبريش" بأمجاد الحضارمة حيث قال:(أنتم اليوم تعودون لمجد أجدادكم الذين اتسمت صفاتهم بالتسامح والوسطية والاعتدال والأخلاق الراقية في التعامل مع بعضهم البعض ومع غيرهم). واختتم بالقول:(أن المجتمعين يصنعون بجهدهم المحمود تاريخًا تنتهي عنده مظاهر الفرقة والاختلاف التي كانت سببًا لتأخرنا في الفترات الماضية لتشرق فيه شمس التعاضد والتكافل والتعاون التي ستنير الطريق لمستقبل مشرق زاهر بأذن الله). وفي ختام الجلسة الافتتاحية تلي الأمين العام للجنة التحضيرية الرئيسة الدكتور "عبدالقادر بايزيد" وثيقة ميثاق الشرف بين المكونات المجتمعية الحضرمية حيث نصت تلك الوثيقة على (7) بنود وهي كالتالي: 1 - يلتزم الموقعون على هذه الوثيقة بأن مصلحة حضرموت وحقوقها وأمنها واستقرارها وفقًا لمخرجات وتوصيات مؤتمر حضرموت الجامع مقدمة على غيرها من المصالح الخاصة , ولا يجوز تقديم المصالح الخاصة على مصلحة حضرموت وحقوقها , كما لا يجوز معارضتها , أو محاولة النيل منها لغاية حزبية أو سياسية أو لأي هدف يتعارض مع أهداف ومخرجات مؤتمر حضرموت الجامع . 2 - يتعهد الموقعون على هذه الوثيقة بأن مؤتمر حضرموت الجامع هو المرجعية العليا في شأن مصلحة حضرموت وحقوقها وأمنها واستقرارها. 3 - تجريم استخدام العنف بكافة أشكاله (المادية والمعنوية) بين كافة القوى والمكونات المجتمعية الحضرمية عند الاختلاف في الرؤى الخاصة لأي منها بشأن حضرموت , ونبذ النعرات , وعدم إثارتها , والالتزام بمبدأ الإخاء والتعايش السلمي قولًا وعملًا , والاحتكام إلى الشرع الإسلامي الحنيف وإلى منطق العقل وإلى القانون لحل الخلاف. 4 - تعد قوات النخبة الحضرمية والأمن صمام أمان حضرموت وينبغي احترامها , وتعزيز قدراتها وإمكانياتها المادية والمعنوية وتمكينها من أداء واجباتها في حماية حضرموت وأمنها واستقرارها. 5 - تجسيد ثقافة التصالح والتسامح والتضامن بين كل مكونات المجتمع الحضرمي , تلك الثقافة المستمدة من روح الشريعة الإسلامية الغراء , والوقوف ضد أي محاولات لإثارة النزاعات المجتمعية والعمل على حلها بالطرق الودية. 6 - نبذ مظاهر العنف والإرهاب , ورفع الغطاء والحماية عن أي فرد أو جماعة تمارس نشاطًا أو أعمالا إرهابية , وعن الخارجين عن القانون. 7 - تعد هذه الوثيقة جزءًا من وثائق مؤتمر حضرموت الجامع , وتعد نافذة منذ تاريخ التوقيع عليها.