للصداقة والتعاون والتحالف والأحلاف والجوار بين البشر الأفراد والشعوب والدول معاني وقيم ودلالات وقواعد وقيم وعادات وتقاليد وشروط ونتائج محسوسة ملموسة يمكن رؤيتها ولمسها ومشاهدتها بالحواس المجردة فمثلا حينما كانت الجنوب العربي تحت النفوذ البريطاني كانت بريطانيا حريصة على تنمية عدن وتامينها وحفظ حياة مواطنيها وتوفير الخدمات الاساسية لحياتهم الطرقات والماء والكهرباء والتعليم والتطبيب والبريد والمواصلات والاتصالات والثقافة والإعلام والشحن والتفريغ وكل ما يتصل بحياة اَهلها المدنية والرسمية وهكذا كانت عدن في زمن الادارة البريطانية تسمى باريس الشرق. وحينما كانت دولة الجنوب الاشتراكية حليفة لروسيا الاشتراكية ودول المعسكر الاشتراكي التي كانت تساعد وتدعم الدولة الجنوبية في تنمية وتأهيل البنية التحتية للجمهورية إذ أنشأت في عدن محطة توليد الكهرباء وبنت المعسكرات والمعاهد وأحواض السفن والوحدات السكنية واهتمت بالزراعة والصناعة وتأهيل الطلاب وغير ذلك من مجالات الدعم والمساندة العملية التي فيها منافع للناس مازلت آثارها شاهدة على زمنها وأنا العبد لله أدين لروسيا القديمة ببيتي الخشبي على كورنيش البحر العربي ومازل حينا يحمل أسم ( القرية الروسية) حيث استفاد منها العشرات من الأسر العدنية. والآثر دليل على المؤثر! كما يقول المثل حتى ديوان جامعة عدن الذي تهدم بالحرب وبعض كلياتها ومنها كلية الآداب الذي أعمل بها هي من آثار التركة الاشتراكية الأفلة وهي معالم إيجابية شاهدة على معنى التحالف والصداقة والتعاون بين الشعوب والدول والأمثلة كثيرة جدا في هذا الشأن! وبحكم أن الإنسان حيوانا مقارنا وأن حياة الناس ومصالحهم هي الرهان الحيوي في تقييم وقياس الفروق والاختلافات بين التجارب والخبرات المعيشة فماذا تتوقع أن يكون رأي ومواقف الناس في عدنوالجنوب عامة الذين هبوا للتصدي للغزو الحوثي العفاشي المدعوم من إيران وأستبسلوا في الدفاع عن دول شبه الجزيرة العربية الخليجية وحمايتها من التهديد الإيراني الذي بات يحدق بها من جميع الجهات من الشرق والغرب والجنوب والشمال بعد أن فرطت بالعراق وسوريا ولبنان وصنعاء وعمران! شعب الجنوب الذي تحمل عبء حماية العرب ودولهم وبذل الغالي والرخيص من دمه وروحه وحياته عدن التي رفعت صور الملوك والإمراء الاشقاء العرب في كل زاوية ومكان ورحبت وشكرت دول التحالف العربي وعاصفتها بوصفها حليفا وصديقا لها ضد عدو صيرته الظروف والأسباب عدوا مشتركا بمعنى للشعب الجنوب ودول الإقليم وهي بالمناسبة أغنى الدولة العربية المعاصرة ويمكنها تحويل عدن في بضعة أشهر إلى إلى مدينة زاخرة بالحياة والصحة والعافية والأمن والأمان بما يجعلها مثالا ورمزا إيجابيا لمعنى التحالف العربي ونموذجاً عالي الجودة والقيمة والاعتبار لمعنى التحالف والتعاون والصداقة والجوار إذا كان للكلام معنى ودلالة! فماذا قدمت دول التحالف العربي الشقيقة لحلفائها في جنوب الجزيرة العربية بعد عامين ونصف من المقاومة والتحرير والإنتصار؟ أنا لا أتكلم عن السلال الغذائية والتمر والبن والدواء والتلوين والالوان والخيام والأعلام والإعلام والعربات والبزات العسكرية وغيرها من المعونات الإنسانية الاخرى إذ أن مثل هذه المكارم والمعونات تقدمها الأممالمتحدة كحقوق مستحقة للشعوب التي تتعرض إلى الأزمات والحروب والكوارث وقدمتها الدول الخليجية والسعودية الشقيقة لكثير من الشعوب الأفريقية والأسيوية الفقيرة غير الحليفة من زمان ! بل اقصد الخدمات القابلة للقياس والتقييم والمقارنة والاستمرار والدوام! كالطاقة الكهربائية ومشاريع البنية التحتية الحيوية الخدمية الملحة لدوران عجلة الحياة الاجتماعية التي تصون وتحفظ كرامة الإنسان وتصونها من ذُل الحاجة والهوان! فليس هناك ماهو أقسى وأمر من الفقر والإفقار والحرمان! ومهما كانت شجاعة وقوة تحمل الناس وصبرهم وعزة أنفسهم فمن المؤكد انها محدودة بحدود طاقة الإنسان وضرورات حياته التي بدونها يستحيل العيش كما أشار عالم النفس الأمريكي في نظرية الحاجات ! حتى الأسود في عرينها يمكن أن يهزمها الجوع ويقهرها الإهمال وتتعرض للذل والهوان ! ويعد الوضع المعيشي ومستوى الدخل الاقتصادي والخدمات الاساسية من أهم المعايير والمؤشرات لقياس وتقيم قيمة الإنسان وكرامته فالفقر يزري والاهمال يعرّي، فمن العيب والحار أن تترك دول التحالف العربية الغنية جدا حليفها الصادق القريب لاسيما عدن وأهلها تتركها تتعذب بهذه الطريقة الوحشية من الخراب والخوف والفساد والأهمال والظلام بلا مرتبات ولا خدمات ولا طرقات ولا مؤسسات ولا ما يدل على أدنى ذرة من القيمة والكرامة والتقدير والاعتبار ، وكل ما امعنت دول التحالف العربية في اختبار صبر حلافائها الأحرار كلما فقدت الكثير من الحلفاء والأنصار وأحرجت الشرعية اليمنية وإهانتها واظهرتها في نظر الرأي العام بإنها شرعية إي كلام ليس لها قيمة ولا وزن ولا اعتبار وثمة أشياء واشياء كثيرة أخرى ستفقدها دول التحالف مع الأيام إذا ما استمر الوضع على هذا الحال! والحليف الحصيف هو الذي يحرص على ستر جلال حليفه في كل حال من الأحوال لان كشف جلاله يعني فضيحة الاثنين بجلاجل وثمة أشياء واشياء لا يتسع المجال لذكرها هنا! فمتى يكون لكلمة (التحالف العربي) معنى ودلالة في الأعيان والأذهان؟ والنَّاس مولعين بالمقارنة بين ما كان وما صار وما سيكون! والأثر دليل على المؤثر. فاحذر من الكريم إذا أهنته وأحذر من الئيم إذا أكرمته لمن يفهم الكلام ودمتم بخير وسلام ظلام ظلام ظلام والله المستعان!