عقدت الهيئة العليا والاستشارية لمجلس يافع العام في بريطانيا اجتماعها الدوري بمدينة شفيلد البريطانية برئاسة رئيس المجلس ، الأخ السلطان علي بن فضل آل هرهره ، وفي بداية الاجتماع وقف الحضور دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء وفقيدوا الوطن الجنوبي الذين سمت أرواحهم إلى بارئها في أواخر العام الماضي وأوائل هذا العام ، ويأتي في طليعتهم الشخصية الفذّة ، أحد أبرز فرسان حرب تحرير الاستقلال الأول وأحد عمالقة رجال أمن دولة الاستقلال ، الفقيد عبد الرب علي ( مصطفى ) ، والقائد الجسور ومهندس ورأس رمح التحرير من الغزاة والمحتلين ، الشهيد احمد سيف المحرمي اليهري اليافعي، فليناما قريري الأعين وإننا على دربهم جميعاً لسائرون . ثم ولج المجتمعون في جدول الاجتماع ، حيث جاء في مقدمته استعراض المهام المناطة بالمجلس بمختلف فروعه ومكوناته ومراتبه التنظيمية ولجانه العاملة ، وكان من أحد أهم المهام التي أضطلع بها المجلس في مطلع العام الحالي هي حفل التكريم الذي أقامه المجلس وجمعية يافع بشفيلد للخريجين والمبدعين من الجنوبيين والجنوبيات في المملكة المتحدة ، وقد عبّر المجتمعون عن ارتياحهم واعتزازهم لهذا العطاء الذي بات تقليداً سنوياً للمجلس في عموم بريطانيا ، وأشاد بذات الوقت برعاة مثل هذا الحفل السنوي ، والذي كان آخره برعاية مجموعة الشرفي ممثّلة برئيس مجلس إدارتها ، رجل الأعمال الإماراتي ، الأخ / قاسم عبد الرحمن الشرفي .
وخلال استعراض تلك المهام جاء تقرير رئيس المجلس وتقارير رؤساء هيئات المدن واللجان العاملة التي شملت مختلف الأنشطة والمهام التي كان للمجلس شرف الإضطلاع بها ، أو تلك التي تنتصب أمامه ، وثمّن المجتمعون تلك الجهود الكبيرة والمثمرة التي تبذلها القيادات من رموز واستشاريين وغيرهم من الجنود المجهولين من أعضاء وأنصار المجلس ومكوناته ، وكذلك مختلف المكونات الجنوبية وقياداتها وكوادرها في سائر المدن البريطانية وبوجه الخصوص مدينة كل من شفيلد وبرمنجهام ، وعلى رأسها مقاطعة ساندول ، ومدينة ليفربول ، وذلك في مختلف الجوانب الاجتماعية والخيرية والوطنية ، وكذا الجوانب التعليمية والثقافية والرياضية للجيل الجديد من أبنائنا .
وانتقل المجتمعون بعد ذلك الى الوقوف أمام الأوضاع والتطورات الجارية في الوطن الجنوبي الجريح ، فعبّروا عن قلقهم وهمهم المركزي لما تواجهه القضية الوطنية الجنوبية واستحقاقاتها من تعتيم والتفاف ، ولما آلت إليه الأمور في الجنوب من عبثية وفساد ومحاولة القوى المتربّصة بالجنوب حرف واستثمار الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية والحراك الثوري الجنوبي وقوات ورجال الجيش الوطني الجنوبي الأبطال بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .
وأشار المجتمعون أنه بدلا إلى إن تكون تكون الجنوب بمدنها المحرّرة نموذج للأمن والاستقرار والبديل المنشود للتحرر من الغزاة والمحتلين ، والنهوض بمؤسسات الدولة وتوفير الحياة الحرة الكريمة والمتطلبات الضرورية لمعيشة المواطن الجنوبي .. نجدها ، وعلى رأسها عروسة المدن ، عدن المدنية والحضارة ، تتحول إلى مرتع لتجار الحروب والفساد والمفسدين المتاجرين بقوت الشعب ومقدرات الوطن ،ولم يزل الانفلات الأمني يقلق السكينة العامة ، ناهيك عن بؤس الحياة المعيشية للغالبية العظمى من الشعب والذي أخذ يتضاعف ويؤول بمئالات الكارثية على شعبنا ومجتمعنا .
إن مجموع تلك الأوبئة والابتلاءات التي يعاني منها الشعب والوطن الجنوبي والعبث بمقدراته تأتي ضمن خطة واستهداف منظّم وممنهج ما برح نظام صنعاء بشقيه الانقلابي والشريك له بحرب واحتلال الجنوب عام 1994 يتربص بالجنوب لإبقائه تحت هيمنته وسلبه مهما كانت المسميات. وصدق الله العظيم الذي يقول في محكم كتابه " إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهّل الكافرين أمهلهم رويداً "
فالشعب الجنوبي الأبي الذي سطّر ملاحمه البطولية برفض ومقاومة الحرب والاحتلال عام 1994 ثم توّج ذلك بحراكه الجنوبي السلمي عام 2007 وتصدّى بحراكه الثوري ومقاومته المسلّحة للغزو والاحتلال الحوثي العفاشي المدعوم من إيران عام 2015وكنسهم من أرض الجنوب .. لقادر أن يواصل كفاحه حتى تحقيق كامل أهدافه المشروعة في استعادة هويته ودولته الحرّة الأبية على أرضه .
النصر لشعبنا الجنوبي الصابر والمرابط .. والخلود لشهدائه الأبرار .. والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين .. ولا نامت أعين الجبناء ،،،
صادر عن / مجلس يافع العام في بريطانيا بتاريخ : 22 ابريل 2017