في ال6 من مايو 2015 واثناء اشتداد المعارك بين عشرات من الشباب المقاومين عن مدينة التواهي ومئات العسكريين المدربين على كافة فنون القتال من جيش صالح وميليشيات الحوثي، شباب عازمون على صدّ العدو ومدرعاته باجسادهم العارية وأسلحة الكلاشنكوف التي بأيديهم. ومع اشتداد المعركة تقدم صفوف الشباب المقاومين كهل في العقد السابع من عمره يحثهم على الثبات ويقاوم العدو بسلاحه الشخصي غير مكترث لرتبته العسكرية أو منصبه كل همه الدفاع عن مدينته وأهله، ذلك هو اللواء علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة وأحد المدافعين عن عدن من غزو مليشيات الحوثي وقوات صالح القادمة من أقصى الشمال. سطر اللواء علي ناصر هادي بطولات كبيرة خلال تصديه للقوات الغازية ولم يمنعه تقدمه في السن من مزاحمة الشباب على الصفوف المتقدمة وخطوط النار في جميع المعارك ولعل اهمها المعركة الأخيرة له قبل سقوط التواهي، حيث نصحه الكثير على مغادرة المدينة عبر القوارب التي تنقل المدنيين ومع هذا رفض إلا الوقوف مع الشباب حتى النهاية. وعند بدء المعركة فجر يوم الأربعاء ال6 من مايو تقدم اللواء علي ناصر هادي الصفوف وقاتل قتال الأبطال حتى سقط شهيدا ماسكا ببارودته ليروي بدمائه أرض وطنه التي أحبها وأحبته. كان خبر استشهاده كالفاجعة التي حلت بكل أبناء عدن والجنوب بعد الحب الذي بادلوه نظرا لبساطته وشجاعته. تولى اللواء علي ناصر هادي رحمه الله قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في وقت هربت فيه القيادات العسكرية في ظل غياب ابسط الامكانيات العسكرية والقتالية للمنطقة العسكرية الرابعة بل كان الذين يقاتلون معه قليلون من الشباب لايتجاوز عددهم 100شاب. يأسرك المقاوم والقائد اللواء علي ناصر هادي بحديثه البسيط وكلماته الصادقة غير المتكلفة، التي تجد طريقها الى قلوب الناس، قائد جمع بين البساطة والبطولة, يعيش كما يعيش بقية المقاومين, يحن على مقاتليه ويشيد ببطولاتهم ويستمد عزمه وتصميمه من ثباتهم, مغرم بشجاعتهم النادرة التي أضافت له معاني جديدة حية الى خبرته العسكرية. قائد ملك الساحة وملك قلوب المقاومين لكنهم لم يمكنونه من إمتلاك أدوات المقاومة المادية التي تعينه على إختصار الطريق وتقليل الخسائر وكسب النصر كما أراد، قاتل وكل رفاقه المقاومين في ظل شحة السلاح وإنعدام الماء والكهرباء والغذاء والدواء، لم يعد ينتظر الامداد، ولم يعد يراهن على أحد، حسم أمره ورفاقه وتقدموا الصفوف.
سيرته الذاتية: ولد الشهيد علي ناصر هادي حسين احمد الصقري العلهي عام 1945م بمحافظة ابين مديرية مودية قرية فرعان. عاش طفولته وتوفت والدته وعمره 10اشهر ثم انتقل مع والده بعد وفاة امة الى عدن مديرية الشيخ عثمان قسم(c) شارع بور سعيد منزل رقم 302/29 حيث كان والده يعمل في الجيش البريطاني برتبة ملازم أول. ينحذر من اسرة الفلاحين من قبيلة العلهيين منطقة جيشان من اهل الصقرية. التحق مع ابريطانية عام 1960م والتحق بلكفاح الثقافي للجيش البريطاني. التحق بسلك العسكري البريطاني في عام 1960م. اخذ دورة في عام 1964م في بريطانيا كلية سانت هرست العسكرية وتخرج في عام 1967م وتخرج منها برتبة ملازم ثاني واخذ دورة قادة الوية نهاية عام 1978م وقد تخرج منها نهاية 1979م واخذ دورات في موسكو اكاديمية عسكريه جامعة فرنسوا عام 1983م.
المناصب التي تم تعيينه بها: عام 1968م اركان كتيبه ثلاثة في حضرموت وفي عام 1972م رئيس عمليات محور كرش وفي عام 1978م اركان لواء باصهيب في خرز وفي عام 1979م قائد لواء 14مشاه وفي عام 1989م نائب قائد الحرس الجمهوري وفي عام 1995م قائد محور الخشعه وفي 2002م قائد لواء 115مشاه وشهر فبراير 2007 احيل الى التقاعد. وبعد عامين على استشهاد الأب والقائد اللواء علي ناصر هادي لم يتذكر أحد ذلك القائد الشهم ومرت ذكرى استشهاده الثانية مرور الكرام ولم يلقى الشهيد التكريم الذي يليق به. سيبقى الشهيد اللواء علي ناصر هادي أبو الشهداء أسطورة نضال وتضحية سنظل نفتخر به ماحيينا. هو البطل والقائد والإنسان ، لم يمنعه كبر سنه ومرضه من أداء واجبه والوقوف إلى جانب أهله وأبناءه في التصدي لقوى الشر والإجرام ميليشيات الحوثي والمخلوع . وسيظل الشهيد اللواء علي ناصر هادي أسطور عالقة في ذاكرة الأجيال القادمة، وهو الذي قال رحمة الله : ( أننا سنقاتل .. سنقاتل .. سنقاتل أما إلى النصر أو الشهادة ) وقال أيضا : ( إذا متنا أولادنا وأحفادنا سيظلون يقاتلون حتى يدحروا العدوان ).
*من جعفر عاتق تعليقات القراء 258207 [1] الرجال يبقى في ارضه الأحد 07 مايو 2017 العوذلي | عدن هذا الرجل اكبر من عبدربه منصور وعندما نقول لانصار عبدربه لو كان عبدربه قايد حقيقي كان با يبقى في عدن وبا ياخذ القيادة عن جدارة واستحقاق ،لكن من هربه الى هربه ، اسمحوا لي اقول لكم ،انه لا يصلح للقيادة الا احتراما للتحالف،،،،