في البداية علينا استيعاب طبيعة التباينات التي تحدث بين البشر وهذه سنة الحياة فرضى الجميع غاية لا تدرك وهذه مسألة بديهية ولكن هناك قواسم مشتركة تتعلق بالقضايا المصيرية والأهداف الإستراتيجية لشعب الجنوب وثورته تضع الجميع أمام الواقع وفي المقدمة السياسيين ورجال الفكر والثقافة والقانون والإقتصاد من كافة شرائح المجتمع المدني والعسكري الذي يقع عليهم بحكم تخصصهم وضع الخطوط العامة لبرنامج العمل وفق المعطيات التي افرزتها المرحلة الماضية وكذا استيعاب التحالفات بين الأطراف المتواجدة على الساحة الجنوبية وتباين الأهداف ،وإذا كان الشعب قد كلف القائد عيدروس بتوافق على تكوين القيادة السياسية والعسكرية في هذه المرحلة فهذا يعني الحرص المطلق على أهداف الثورة الجنوبية والتضحيات التي قدمت خلال الفترة الماضية وما رافقها من تباين أعاق الوصول إلى تكوين القيادة الموحدة بتوافق مكونات الثورة الجنوبية الباسلة، وهنا يجب على القائد عيدروس الارتقاء إلى مستوى حجم المسؤولية المناط اليها وذلك من خلال الاستفادة المثلى من إمكانية الكفاءة المتخصصة عند إعداد البرنامج وكذا اختيار القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية وفق أسس ومعايير شفافة وبما يحقق التمثيل المتساوي والجغرافي ويوضع بعين الاعتبار عند إعداد الهيكل التنظيمي البدائل لكافة الاحتمالات العلنية وغير ذلك قد يكون للبعض رؤية أخرى ولكن من وجهة نظري عدم تجاهل ذلك بحكم طبيعة المرحلة وتعقيداتها. وما أريد الإشارة إليه والتحذير منه نوعية البطانة إذ لم تكن من الكفاءات التي تمتلك رؤيه ثاقبة وغير مستوعبة لكافة المعطيات التي مرت وتمر بها الساحة الجنوبية فسوف يكون أدائها مربك وعميق وهنا تكمن قدرة القائد في إختيار البطانة المعتمد عليها وفق معيار الكفاءة والنزاهة وعدم الاستمالة أو التأثير لعوامل المناطقية أو الذاتية.
أملنا كبير وثقتنا عالية بأن ثقة شعب الجنوب كانت في مكانها ووقتها.
أتمنى من الجميع التعاون والنصح والتجرد من الذات والتعامل بالروح الوطنية وتجاوز سلبيات وتباينات الماضي وتجسيد قيم التصالح والتسامح والتضامن قولا وعملا.
والله يوفق الجميع لما فيه الخير للوطن وأهله ولما يحقق الأهداف الذي قدم من أجلها الشهداء أرواحهم رخيصة على مسلح الحرية.