باتت ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية الحية في الأعراس والأفراح ظاهرة يومية دائما ما تزهق أرواح الكثير من الابرياء . تفشت وانتشرت ظاهرة التمنق والتباهي بالسلاح في مراسم الافراح والمناسبات واصبحت الموت المجاني شبه اليومي في الكثير من المناطق الريفية وحتى كبرى المدن التي لا تسلم من هذا الضجيج اليومي حتى ليخيل إليك عند سماع لعلعة الرصاص وكأنك بالقرب من معارك طاحنة، حيث تستخدم مختلف أنواع الأسلحة بسبب قلة ووعي وتخلف الشباب.
وحتى بعض الأصناف من البشر كبار السن من الاغبياء والبلداء الذين يعتقدون بسخافة وسذاجة عقولهم ان اكتمال الرجولة والفروسية تكمن في حمل السلاح واطلاق الاعيرة النارية شرقا وغربا في وسط سيل من البشر في ناهيك عن تلك الاعيرة النارية الراجعه التي تتسبب في قتل طفل بري في منزله وحافته .
لاجد من تفسير منطقي في اعتقادي لتلك الظاهرة التي قتلت كم يا إنسان وكم يا امرأة من قبل هؤلاء المغفلين حملة السلاح .. غير أمرين : وهما ان حامل السلاح ومن يقم باطلاق الاعيرة النارية عبثا ومتسببا في اقلاق السكينة العامة فضلا عما تقترف يداه من قتل لنفس حرمها الله، يجد عقده نقص ودونية في نفسه يحاول جاهدا تعويض تلك الدونية التي يجدها في قرارات نفسه بحمل الاسلحة وافتعال شطحات كاذبة.. ومحاولة للفت نظر ليس إلا.. في وقت يعلم حامل السلاح ان كان يسعى لبطولة وشهرة ؛ ان مكان الاسلحة والقتال الحقيقي في الجبهات وساحات الحروب التي تفتقر لطلقة رصاص واحدة وليس أمام النساء وارعاب الاطفال والشيوخ !
ولعل اهم اسباب تفشي هذه الظاهرة غياب دور السلطات والفراغ الذي تتركه غياب هذه الإجهزة الامنية والعسكرية حتى للتصدي لناقصي الرجولة من قتلة الابرياء في الاعراس والمناسبات بالاضافة الى غياب الوعي المجتمعي والتخلف وعدم ردع أولئك المستهترين بارواح وانفس الناس كان عاملا شجع على المزيد من قتل وسفك دماء المواطنين في عدنولحج وابين ومختلف المناطق ..
ان غياب دور الاجهزة الامنية والتزام الصمت المطبق من قبل سلطات لحجوعدن على عدم التصدي لمثل تلك الظواهر ينذر بعواقب وخيمة ، تهدد السلم والامن المجتمعي سيما مع انتشار الاسلحة المختلفة بين اوساط الشباب وعدم متابعة طرق وآليات صرف تلك الاسلحة ومتابعة كيف ومتى ولماذا تستخدم.. فهل يعقل ياقوم.. اطقم عسكرية صرفت للمعسكرات والجبهات وسخرت تماما لخدمة بلاطجة وعصابات شبابية مراهقة تصول وتجول في شوارع وحوافي وقرى ومناطق بلحجوعدن وابين في ظل عدم مسائلة هذه الجهات التي لا تعير ادنى اهتمام بحياة المواطن وما يعاني بسبب تلك الممارسات الاستفزازية اليومية.
لم تكن حادثة مقتل شاب في مقتبل العمر ليلة امس بمضاربة لحج منطقة ملبية يدعى عبدالهادي عبدالرحمن طارش والملقب ببكوش في العشرين من العمر ، مفاجئة. بأي ذنب قتلت روح هذا الشاب ؟! هل وصلت الاستهانة والاستهتار بدماء الناس وارواحهم الى هذا الحد .
وذلك بسبب انتشار الاسلحة وحملها من قبل ضعاف النفوس واستخدامها دونما تدريب وبغباء مطلق.. سيما في مناسبات كهذه..
ختاما نأمل ان نرى تحركا سريعا وجادا وفاعلا لردع وتأديب كل اشباه الرجال من حاملي السلاح ومطلقو الاعيرة النارية في مناسبات الافراح والاعراس.