السبت 13 مايو 2017م صادفت في الواتس موضوعاً جميلا لأحد الطيبين الذين أسسوا لأنفسهم موقعاً معروفا وراسخاً يصفه الإنجليز بأنه well Established وباشر قراءه بالسلام ثم تدثر ببيت شعري حكمي لأبي القاسم الشابي (ومن لا يحب صعود الجبال * يعش أبد الدهر بين الحفر) ثم أشبع موضوعه بأسئلة أعقبتها إجابات موضوعية، ومن تلك الإجابات بأنه مع المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي وبأن عيدروس الزبيدي لم يعلن عن المجلس كرد فعل وإنما سبق الاعلان عنه قبل عام وهو في السلطة .. من ضمن الإفادات بأن ثورات قامت دون ترتيب مسبق وإنما تمليها الظروف كما حدث مثلا مع ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني.. هل كان المجلس بحثا عن السلطة.. الإجابة هنا بالنفي، فقد سبق وإن كنا في السلطة وإنما دفاعا عن العرض والأرض التي انتهكت بالاحتلال الحوثي بعد 26 مارس 2015م وحمل أصحاب القضية السلاح لتصبح الأراضي الجنوبية أراضيَ محررة .. لم نشاهد مؤسسات عسكرية نظامية وإنما رأينا جحافل من حاملي السلاح الذين صمدوا في وجه العرابدة الحوثيين العفاشيين . هل جاء الإعلان عن المجلس ضد شرعية الرئيس هادي؟ بالتأكيد لا.. الرئيس هادي هو نفسه يناضل من أجل العودة إلى صنعاء التي احتلها الحوثيون ومن وراء الكواليس هناك صالح .. أما الإعلان عن المجلس جاء من مسيس الحاجة للدفاع عن الأرض والعرض في الجنوب على عكس الرئيس هادي الذي انطلق من القسم الذي تلاه أمام البرلمان ليستعيد الجنوب والشمال.. خروج أصحاب القضية من أهل الأرض والثروة ليعلنوا للعالم أن أرواح أبنائهم أزهقت وأن الدماء سفكها المعتدون المتنفذون في الشمال وأن الثروات والأراضي نهبت، فالجنوب أمام فواتير فادحة والنار لا تكوي إلا أقدام واطئيها.. فمنذ العام 1994م مارس النافذون كل صنوف الذل والإقصاء لأهل الجنوب أو قل شعب الجنوب . هناك طرفان في الساحة : طرف الحوثيين والعفاشيين يريدون إعادة الجنوبيين إلى بيت الطاعة كما حدث في حرب صيف 1994م، وهناك شعب الجنوب الذي يريد استعادة أرضه وبحاره وثرواته وهي تشكل الثلثين، ويحظى الشمال بالثلث ومساحته محصورة في صندوق بحري مغلق على عكس الجنوب الذي ينعم ببحر ومحيط. ما أريد أن أوضحه في هذا المقام وعلى هذا المقال أن ما يحدث على الأرض هو ملعوب استخباري خارجي وخيوطه بيد علي عبدالله صالح لأن المخطط أراد في العام 2011م إخراج علي عبدالله صالح من المأزق الذي وقع فيه بعد أن ترسخت عدالة القضية الجنوبية في عامها الرابع على التوالي فجرفت القوى الاستخبارية مسار القضية وجعلتها عامة تضم الشمال والجنوب وجاؤوا بملعوب 11 فبراير 2011م، وقضى الملعوب أن يسلم صالح نائبه هادي مقاليد الحكم ليخوض بعد ذلك انتخاباً توافقياً وأعلن فوز هادي وخسارة هادي. قضى الملعوب الاستخباري أن يخضع هادي للإقامة الجبرية ثم الهروب إلى عدن والجند نيام في فبراير 2015م ثم هروبه من عدن إلى السعودية في مارس 2015م . أفرزت المرحلة مقاومة جنوبية وعاصمتين إلى جانب صنعاء عاصمة ثالثة ومنشآت وتطورات ومستجدات في عدن، وأعلن عن المجلس الانتقالي بعد الإعلان عن بيان عدن التاريخي، وأصبح هناك صالح يعمل من خلال عاصمته صنعاء وهناك عيدروس يعمل من خلال عاصمته عدن وهناك الرئيس هادي يعمل من خلال عاصمته الرياض، وتعددت التصريحات وتنوعت في كل من صنعاء (صالح) وعدن (عيدروس) والرياض (هادي).. الجديد والمستجد في الأمر أن عدن تشهد ولأول مرة مكونا واحداً وقائداً واحداً وأصبحت وسائل الإعلام العربية والأجنبية ودوائر القوة والنفوذ إقليمياً ودوليا تتحدث عن المستجدات الجنوبية. ما أود أن أشدد وأؤكد عليه أن علينا أن نتحرك وبأيدينا مجسات لاكتشاف الألغام وتأمين سيرنا على الطريق، وأفضل من يتعامل مع مجسات الألغام هو الدكتور علي علوي.. هكذا وجدت الرجل وهو يتحدث على الدوام أن نوزع نظراتنا واهتمامنا في الداخل والخارج والظهور بالمظهر الذي يمنحنا القبول في الخارج.