من المسلمات أن خيوط الملعوب الاستخباري كلها بيد علي عبدالله صالح، ويقضي هذا الملعوب - عبر جماعة الأخوان (الإصلاح) - الدفع بالجنوب وبصورة خاصة عدن إلى أتون حرب أهلية، وهو نفس السيناريو الذي دفع الجنوبيين إلى اقتتالين أهليين في عدن بين مجاميع جبهة التحرير والتنظيم الشبعي من جهة ومجاميع الجبهة القومية من جهة أخرى، حيث امتدت الحرب الأهلية الأولى من 6 إلى 11 سبتمبر 1967م فيما امتدت الحرب الأهلية الثانية من 3 إلى 6 نوفمبر 1967م، وصدر اعتراف قيادة الجيش الاتحادي بالجبهة القومية بأوامر من القيادة البريطانية ليس حبا في الجبهة القومية بل كرها لها ولجبهة التحرير لأن الخسائر كانت فادحة على الطرفين وبصورة أساسية على عدن التي دفعت ولاتزال تدفع الثمن.. إن المنطقة العربية عامة واليمن خاصة خضعت لملاعيب استخبارات إقليمية ودولية فزعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب وعدن بعد 26 سبتمبر 1962م وحتى اليوم وراءه أجهزة استخبارات بدأتها المخابرات المصرية وجهاز المخابرات السوفيتية KGB من ناحية وجهاز المخابرات البريطانية M16 وجهاز المخابرات السعودية من جهة أخرى، أما اليوم فإن الملعوب الاستخباري يكاد يكون حكرا على وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وتساعدهما أجهزة خليجية ومحلية والأخيرة أنشاها الأمريكان ومنحوها اسم جهازها الأمني، وإنما هذه المرة يخدم الملعوب مخطط "حدود الدم" أو "خارطة الشرق الأوسط الجديد" أو "سايكس بيكو(2)"، وأنشأ الأمريكان بحسب هيلاري كلينتون في كتابها (الخيارات الصعبة(HARD CHOICES القائم على الفوضى الخلاقة، ويلاحظ حرب الإبادة التي تمارس في العراق وسوريا وليبيا واليمن وحتى الجزائر، وبلغ استهزاء الأمريكان بالعرب أن أظهرت خريطة لداعش تضم سيناء والسعودية وليبيا والجزائر واليمن، أي أن مساحة دولة دولة داعش الأمريكية تتجاوز خمسة ملايين كليو مترا مربعا (راجع صحيفة "الطريق" – 16/11/ 2014م). طالت القرارات الرئاسية التي صدرت من الرياض أشخاصا مسكونين في قلوب شعب الجنوب منهما اللواء عيد روس قاسم الزبيدي، محافظ عدن وهاني بن بريك، من قادة المقاومة المخلصين والعاملين مع قوات التحالف.. توتر الموقف وتم الدفع بالأمور إلى المواجهات بعد تعيين الشيخ عبد العزيز المفلحي إلا أن العقلاء وفي مقدمتهم اللواء الزبيدي رفضوا الانجرار وراء الفتنة وباركوا تعيين الشيخ المفلحي محافظا لعدن إلا أن عيد روس اتخذ قراره الباسل بالعودة إلى صفوف المقاومة بدلا من الانتقال إلى الخارجية وهي غريبة عن تفكير واهتمام الرجل. إن مخطط 1967م الاستخباري كان وقوده تشرذما سياسيا إلا أن الوقود الحالي سيكون تشرذما قبليا وهنا وجه الخطورة في ظل غياب القيم، والذي سيساعد على ذلك أن الجنوبيين غير موحدين ولا يوجد لهم حامل سياسي لأنهم منقسمون على مكونات تتجاوز الثلاثين وهي ظاهرة لم أجدها في نضالات الشعوب من أجل حقها في تقرير المصير.. إن الحربين الأهليتين في عدن خلال سبتمبر/ نوفمبر1967م والمنعطفات السيئة الذكر 22 يونيو 1969 و 26 يونيو 1978 و 13 يناير 1986 وحرب صيف 1994 ومنعطف 26 مارس 2015م وحتى الآن كلها وجوه لعملة واحدة . الفتنه قائمة والتمويل جار على قدم وساق والفساد مستشر في عموم البلاد والمايسترو الذي يقود إيقاع مقطوعة الموت الزؤام هو علي عبدالله صالح والرجل ليس مخلوعا وإنما مزروعا.. الرجل لايزال في الخدمة وفي الأخير ستتحول إليه مداميك السلطة وسيفاجئنا المخرج في النهاية بعبارة (انتهى الدرس يا غبي). ثقوا أن الله مع عدن ضد الجاحدين الذين أحسنت إليهم وهذا هو قدرها.. مسكينة أنتِ يا عدن .. مهلا.. مهلا.. أيها المرتزقة !!