(لايهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني إن يملأ النور العالم ضجيجا كي لاينام العالم على أجساد الفقراء) ارنستو تشي جيفارا
الإبطال الذين يقفون في وجه الظلم لا ينتظرون المكافآت ولا يحولون رصيدهم النضالي إلى حسابات في البنوك أو في تملك العقارات بل تبقى سيرتهم نبراس للأجيال التي تأتي من بعدهم تتعلم منهم ما معنى التضحية والإيثار في سبيل القضايا الكبرى و خصوصا قضايا الأوطان.
في مسيرة نضال الشعوب يتسلق كثير من الانتهازيين اللحظة التاريخية عند الانتصار وشواهد كثيرة على ذلك شهدنا ها ويحاولون خطف هذه المسيرة و السير بها نحو أهداف لا صلة لها بحقوق الناس و لا إرساء العدالة والمساواة التي هي دائما سبب رئيسي في تفجير نضالات الشعوب ضد الظلم والتعسف وليعيش شعبنا تحت سقف دولة العدالة والنظام والمساواة. .
مسيرة شعبنا الجنوبي لم تبدأ من 2015م ولا حتى من 1994 م ولكن منذ سلبت هويته وتم تجريف الحياة السياسية و استئصال الكوادر والقيادات السياسية على أيدي الجبهة القومية و استكمل الباقي الحزب الاشتراكي حتى ألقى ب الجنوب ذبيحة على موائد اللؤم في صنعاء و كان هناك خيرين من أبناء شعبنا يقاومون بكل وسيلة ممكنة لتنتج في السنوات العشر الأخيرة حراكا جماهيريا لا منة لأحد عليه بل هي الجماهير التي خرجت وقاومت كل إشكال القمع والظلم التي مارسها الجيش والأمن اليمني ضد أبناء شعبنا الجنوبي حتى جاء العدوان الأخير 2015م ليفجر لدى شعبنا اسمي مقاومة كذلك هي لا فضل لأحد عليها بل هي الجماهير شيبة وشباب نساء ورجال كلا من موقعه إما بتقديم الدعم للمقاتلين أو بحمل السلاح والقتال ولذلك كانت مقاومة شعب كامل حتى تم طرد الاحتلال اليمني.
بعدها خرجت من جحورها عصابات السطو والسرقة وفي ظل حالة الانفلات التي حصلت واختفاء الدولة تم نهب ما يمكن نهبه من سلاح وتم السطو على أملاك عامة هي ملك لكل الناس وتم تشكيل العصابات المحترفة لتفرض قوانينها في اخذ الجبايات من الناس وتحولت تم مسمى مقاومة الى مقاولات لتصفية الحسابا وبعضها عمل ويعمل لصالح عصابات السقاف والمخلوع وتحت اسم المقاومة ليحولوا حياة المدينةعدن الطيب أهلها إلى جحيم لا يطاق ولتبني ثروات على حساب الفقراء والمعدمين و البسطاء من الناس .
إن بقاء السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية وكذلك بقاء كتائب مجهولة الهوية والانتماء وبأسماء ملاكها هي وصمة عار في جبين ما تبقى من مؤسسات الدولة وفي جبين من يرعاها لان ذلك يعكس مخطط اكبر يهدف الى وأد حلم الجنوبيين الذين قدموا ألاف الشهداء و التضحيات الكبيرة التي دفعها الشعب في مأكله وملبسه كل ذلك من اجل استعادة الكرامة لتصبح مستباحة من قبل المقاولين القتلة.
اليوم من يدعون أنهم مقاومة ومن يدعون أنهم يمثلون سلطة أمنية رسمية عليهم ان يعرفوا ان كل قطرة دم هي في أعناقهم إلى يوم الحساب ولن ينساها الناس و لذلك عليهم إن يفهموا إن حمل شعار المقاومة ليس للمتاجرة والتربح وفرض الإتاوات و حمل شعار سلطة أمنية يعني إن تمارس أساليب خارج القانون ووفقا لحسابات ضيقة لان التجارب قد أثبتت هذا النوع من السلوك عمره جدا قصير ولا يمكنه الاستمرار إلى ما نهاية.
رأفة بعدن قبل إن تتحولن جميعا مقاومين أو مقاولين وعساكر لا تحترم القانون إلى مجرد أدوات بيد أسياد لا تعرفونهم وتقودون معكم شعب الجنوب إلى مراحل مظلمة جديدة سوف تدفعه إلى ثورة عليكم جميعا.