أوافق الجميع بأن مسلسل الجمرة الرمضاني على قناة حضرموت يعد إساءة بالغة لعادات وتقاليد وقيم القبيلة الحضرمية الأصيلة وتشويها للتراث والتاريخ الحضرمي، سواء من حيث تناقضات العمل الدرامي مع الواقع والخبيط في اللهجة أو من حيث غياب قيم العمل وحرفة الحبكة الدرامية الواقعية والمعقولة الكفيلة بتشويق المشاهد للاستمرار في متابعة العمل وتوقع ذروات درامية ومزيد من الأحداث الجديرة بالاهتمام وذلك وفقا لما جاء في محتوى الحلقتين الماضيتين من المسلسل المقلد عن أعمال أخرى. ولعل ذلك يعود إلى عدة أسباب يمكن القول إن من أبرزها وفق رؤيتي الشخصية المتواضعة: ضعف النص الدرامي وتكرار فكرة العمل السينمائي المستنسخ اصلا من واقع الحياة البدوية التي استهلكتها مسلسلات سابقة لفهد القرني والمخرج العراقي فلاح الجبوري مخرج مسلسل الجمرة ذاته وبشخوصه المعروفين جيدا للمشاهد اليمني منذ مركوضة تهامة ومأرب إلى اجزاء همي همك شوتر وزنبقة وقناف وغيرها من اعماله المشتركة مع القرني. اضافة الى غياب التجانس بين الممثلين وعدم تمكن الكثير منهم حتى في أدنى مستويات تقليد اللهجة الحضرمية ولا تقمص الشكل أو حتى الاقتراب من الشخصية البدوية من أي ناحية وخاصة الممثلات الشابات التي كان بالإمكان الاستعاضة عنهن حتى بطالبات ثانوية من مدارس حضرموت مبدعات وهن كثر. وبالتالي فإن مبلغ المائة الف دولار التي أنفقت على العمل من غير الإعلانات، هو مبلغ - من وجهة نظري المتواضعة- كبير جدا في عمل درامي تقليدي بهذا المستوى من التخبط والتلاعب بوقائع السياق المجتمعي الحضرمي والفشل الذريع في محاكاة أو تجسيد أي من عناصر واقعية العمل الدرامي لا من حيث الواقع القائم ولا ماكان عليه وفق الشواهد والآثار التاريخية والحضارية التي تميز القبيلة الحضرمية الشهيرة بوحدة الرأي وميلها للتقارب لا إلى الصراع على الزعامة والمراعي كما يحاول جمرة القرني وشركائه ممن رفضت فتاة المسيرة استمرار مهزلتهم بمشاهديها هذا العام تصويره.ولم يجدوا هذا العام فرصة سانحة أفضل من ابوحضرم لابرام عقد مستعجل لإنتاج مسلسل من 30حلقة لبثه برمضان دون أي اشتراط أو معايير فنية واشرافية على ماهية العمل وفكرته وشخوصه وأحداثه،كونه هو الآخر كان مع الأسف مقاول متسرع يبحث عن مخارج سريع لإتمام هذه الصفقة المسيئة لكل مواطن وقبيلي حضرمي..والسلام.