وما الجمرة الا احدى جمرات العهد البائد التي اكتوت بها الحياة هنا في حضرموت فدعوكم من الصراخ والتملق والتستر على مظاهر التخلف والهمجية التي كانت تستطون هذه البقاع .. يريدون ان ينكروا الجمرة ومازال حريق بعض الجمرات ملتهب هنا وهناك لم يخمد بعد .. ولو لم يكن هناك دخان مازال متصاعد من تلك الحرائق التي اشعلتها الجمرة لقلنا وسطرنا نقدنا بوضوح وصراحة واضحة ومادام هناك دخان فهناك جمرة خلفه وما دام هناك جمرة فهناك حريق ايضا .. وما اكثر الحرائق التي نعيشها اليوم فكيف وباي منطق نستطيع ان ننكر وقائع الجمرة ومازلنا نستطيع نرى دخانها ولهيبها يلحق الضرر تلو الضرر بالبلاد وحياة الناس على حدا سواء .
الجمرة جزء من حقيقة عاشتها هذه الاراضي وليس خيالا ولا تمثيل فهي اكبر من ذلك .. فاذا ما احببنا ان نتقد او نعترض على واقع كان حيا يعاش فعلى الاقل نرمى بالعاطفة والسياسة باقرب سلة مهملات لكي نقراء بعقولنا وليس بقلوبنا ليكون اعتراضنا ونقدنا صائبا وموفقا .
من ياكابر على تاريخه وماضيه لن يستوعب دروس التاريخ ابدا سيبقى في دوامة مظلمة لن يستطيع الخروج منها ولن يفلح معه مجلدات المدح والفخر فكما قيل معصية تصلحك خير من طاعة تغويك .
الجمرة جهد محترم وليس تشوية ابد لاحد .. حسب اعتقادي فكل شعوب العالم تنقل ماضيها كما هو ولا ضير في ان تكون هفوات هنا او هناك ففي الاخير نحن ليس ملائكة منزله من السماء وغيرنا ليس شياطين منبثقة من جهنم كما يريد البعض ان يقول .. فالناخذ الدروس والعبر مما مضى من تاريخنا ولنصلح الحاضر والواقع وكما قيل الاعتراف بالذنب فضيلة وليس ندامة ابدا .
