آه ماذا عسى أن أقول والحسرة تملئ قلبي , عليك يا عدن المدنية والسلام يا طيب العشرة والقلوب الصافية على وجه المعمورة , لم تؤذي أحدا بل تأذيتي من الكثير , لم تهاجمي بل هاجمك المغرضين , لماذا يعاقبونك إذا ؟! ما ذنبك ؟ وما مبرر ما يحدث من حصار وعقاب بالخدمات العامة والمعيشة ,كلما برز تحسن في جزئية تسوء جزئيه أخرى . شوارعك التي تعبق بروائح الفل والكادي والريحان , وتسمع فيها نغم ألدان التي تملئ القلوب حب وتسامح ممزوج بوطنية الأرض والإنسان ... اليوم تعبق بروائح الباروت ومرتع لبيع السلاح والذخيرة , من لم يمت فيك عمدا بالرصاص مات بالراجع أو قهرا وحسره على ما يجري فيك . انهار من المجاري وبصمات الحرب باقية لتبقى أثارها في الواقع , الباحث عن الراتب فيك مهان , والكهرباء في خبر كان , لان القائمين على أمورك منشغلين في صراعاتهم ومصالحهم ومناكفاتهم , لم يقدمونك مثلا طيبا وصورة حسنة , لا نسمع منهم غير تعبئة وشحن وعداء لغيرهم , ملئوا الدنيا ضجيج بشيطان متربص , بعبع للترهيب يختبئ خلفه فشل ذريع , صراعا يؤدي لصراع , ومزيد من العداء , يغيب النظام والقانون , لنبحث عن الأمان ولو في حضن الديكتاتورية في حصارها للحرية , لتفرض حلولا أنية , تدفن نار الفتن تحت رمادها , في انتظار رياح خفيفة لتشعلها , أنها حلولهم الغير مدروسة والغير علمية لتجفيف منابع جذر المشكلة والقضاء على حضانتها .