على الرغم من الاضطرابات التي تعيشها اليمن إلا أن اللاجئين الصوماليين والاثيوبيين ومن جنسيات أخرى لا يزالون يتدفقون على اليمن وبالآلاف . ويبحث اللاجئون عن الأمان في دولة - اليمن- وهي في احوج ما تكون له الآن بسبب المواجهات العنيفة في عدد من المدن. وتشهد معظم المدن اليمنية موجة احتجاجات مطالبة بإسقاط النظام منذ أكثر من خمسة أشهر ، ورافق تلك الاحتجاجات أعمال عنف سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى ،وتشهد العاصمة صنعاء منذ مايو الماضى اعنف مواجهات بين مسلحي قبائل " حاشد" وبين قوات الأمن اليمنية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. كما تشهد حاليا عدد من المدن في جنوب وشرق اليمن مواجهات شرسة بين قوات الجيش وعناصر تنظيم القاعدة. وتعيش معظم المدن اليمنية موجة اضطرابات غير مسبوقة وتأثر بشكل مباشر بسبب تلك الاضطرابات . ويقول " يوسف محمد" صومالي الجنسية 32 عاما، منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام تغيرت الأوضاع في صنعاء ، نعيش في أجواء مقلقة بسبب عمليات القتل والموجهات قائلا: كنت أعمل في تنظيف السيارات لكن الفترة الأخيرة توقف العمل .. وأنا لدى إلتزامات كثيرة كإيجار البيت وغيرها ، وعن دعم مفوضية شئون اللاجئين قال "يوسف" بأنه غير مسجل لدى المفوضية وانه لا يستلم أي مساعدات من أي جهة لا يعتمد سوى على الأجور اليومية التي يتقاضها أثناء تنظيفه للمركبات. كما تقول " نوريه محمد" صومالية متزوجة ولديها طفلان بأنها كانت تعمل في شركة خاصة " كمنظفة" إلا أن توقف الشركة بسبب الأحداث بصنعاء اثر بشكل كبير على حياتها هي لا تجد حاليا ما تعول به طفليها خاصة في ظل غياب زوجها منذ أكثر من سنه في الصومال .. وأنها تعيش مرحلة صعبة لتلبية احتياجات المعيشة . وقالت " أن مايمان" مساعد الممثل العام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن لوكالة إنباء (شينخوا) بان الاضطرابات في اليمن أثرت على عملية استقبال اللاجئين من الصومال وعدد من الدول الأخرى . وأكدت " مايمان" قائلاه : تأثرت عمليات المفوضية في اليمن بفعل الاضطرابات السياسية في اليمن حيث لا تزال عمليات تقديم المشورة والمراقبة ومعالجة طلبات اللجوء في عدنجنوب البلاد أمرا صعبا بسبب تقييد الحركة ، كما أن متابعة مراكز الاحتجاز أصبحت محدودة ، كما ان إعادة التوطين قد تأثرت . وأشارت " مايمان"بان عمليات نقل اللاجئين الجدد من مراكز الاستقبال لا يزال يمثل إحدى التحديات إضافة إلى ذلك تأثرت مستويات المعيشة سلبا حيث يبقى كسب الأجر اليومي إحدى المشاكل. وذكرت مصادر حكومية يمنية لوكالة أنباء (شينخوا) بان الحكومة اليمنية تواجه تحديات كبيرة بسبب اللاجئين القادمين إلى اليمن . وقال المصدر في ظل الاضطرابات التي تعيشها اليمن توقعنا عدم وصول أي لاجئ إلا أن أرقام القادمين إلى اليمن من شواطئ عدن وشبوه والمكلا والحديدة أرقام كبيرة ومخيفة . وأكد المصدر بان من أهم التحديات التي ستواجهها الحكومة اليمنية مغادرة الخبراء العاملين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن وذلك بسبب الأحداث والاضطرابات التي تعيشها البلاد. وأشار بان مغادرة هؤلاء الخبراء سيمثل أعباء جديدة على عمل الحكومة اليمنية مع اللاجئين الموجودين حاليا في اليمن وكذلك في استقبال الواصلين. وغادر اليمن عشرات الخبراء العاملين في المنظمات الأجنبية..كما غادرت صنعاء عدد من البعثات الدبلوماسية بسبب الأوضاع غير المستقرة بسبب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام والتي رافقها أعمال عنف سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. وأكد مصدر في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن لوكالة أنباء (شينخوا) بان ما يقرب من 40 من الخبراء الأجانب غادروا اليمن بسبب الأوضاع الأمنية السيئة وان ضغوطات كبيرة حاليا على الموظفين المحليين ( اليمنيين) للقيام بمهام وتنفيذ برامج المفوضية . وانخفض عدد اللاجئين إلى اليمن خلال النصف الأول من العام الحالي 2011 مقارنة بالعام المنصرم 2010. وأكدت الأرقام الصادرة عن الجهات المعنية بان انخفاض ملحوظ في عدد اللاجئين القادمين إلى اليمن من الصومال وإثيوبيا واريتريا والعراق وعدد من الدول الأخرى خلال الربع الأول من العام الحالي 2011 مقارنة بسابقيه من الأعوام. وقالت إحصائية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليمن إن عدد اللاجئين خلال النصف الأول من العام الحالي وصل إلى 37.406 لاجئ في حين استقبلت المفوضية مع الحكومة اليمنية خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام 2010 (174.290) لاجئا منهم (120.288) ذكور، و(54.002) إناث معظمهم صوماليو الجنسية. وذكرت الإحصائية الخاصة بالنصف الأول من العام الحالي 2011 بان الإثيوبيين احتلوا المركز الاول في عدد الواصلين إلى اليمن حيث بلغ عددهم (28.105) فيما احتل الصوماليون المركز الثاني حيث بلغ عددهم (9227) وبينت الإحصائية بان 74 لاجئا وصل اليمن من جنسيات أخرى .