احتفلت الجمهورية اليمنية ، اليوم مع سائر دول العالم باليوم العالمي للاجئين الذي يصادف ال 20 يونيو من كل عام. حيث نظمت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدةبصنعاء حفلاً فنياً وخطابياً بالمناسبة تحت شعار"المنزل" تعبيراً عن محنة اللاجئين حول العالم، ومن أُجبروا على الفرار من بلدانهم وترك منازلهم بسبب الصراع والإضطهاد. وفي الحفل الذي أقيم بالمحتف الوطني بصنعاء بحضور وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي وممثل الإتحاد الأوروبي بصنعاء ميكيليه سيرفونه دورسو ورئيس اتحاد نساء اليمن رمزية الإرياني ألقى رئيس مؤسسة الارشاد الشيخ يحيي النجار كلمة حول حقوق اللاجئ من وجهة نظر الدين الإسلامي، والواجب الأخلاقي والإنساني الذي يحتم على المسلمين استقبال اللاجئين الذين خرجوا من ديارهم بسبب الحروب والعنف والاضطرابات. ولفت النجار إلى هجرة اليمنيين إلى الحبشة، وما لقوه من حفاوة وكرم الإستقبال وتوفير الأمن والإستقرار لهم، وقال لا نسيميهم لا جئين وإنما مهاجرين.. وحث اللاجئين بأهمية الحفاظ على اليمن بإعتباره الملجأ الأول لهم إلى أن يعودوا إلى أوطانهم . بدوره ألقى مدير مكتب وكيل وزارة الداخلية لقطاع خدمات الشرطة المقدم عصام السقاف كلمة أكد من خلالها وقوف اليمن الى جانب اللاجئين، بسبب الحروب والإضطرابات،وتوفير الأمن والإستقرار لهم حتى يمكنوا من العودة إلى أوطانهم سالمي بمشيئة الله تعالى وقال " أن سلبوك أيها اللاجئ منزلك فلن يسلبوك مستقبلك لأنك في يمن الإيمان والحكمة" . من جهتها أشارت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في اليمن الدكتورة كلير بورجوا إلى أهمية المناسبة التي تحتفي بحقوق اللاجئين في العالم،مؤكدة أهمية الشراكة المحلية لتلبية أحتياجات اللاجئين بشكل فاعل وبما يمكنهم من تحسين ظروفهم المعيشية والحصول على الخدمات الأساسية والإعتماد على أنفسهم. مستعرضة أنشطة وبرامج المفوضية في مجال دعم اللاجئين في اليمن في مختلف المجالات المجتمعية والتعليمية والصحية، فضلا عن دعم المشاريع الصغيرة والخدمات الأساسية من خلال الحاقهم ببرامج التأهيل والتدريب. ونوهت كلير بدور المفوضية السامية في مساعدة اللاجئين على إيجاد منزل جديد ومستقبل جديد من خلال إعادة التوطين والإعادة الطوعية والإندماج المحلي في المجتمع . وقالت "إننا نتحمل مسؤولية مواجهة المفاهيم المغلوطة تجاه اللاجئين والتي تسيء الى تطلعاتهم المشروعة ، لأن الناس لا يختارون أن يكونوا لاجئين بمحض إرادتهم، مثلما أنه لا أحد يمكن أن يختار أن يحرم من وطنه". وأعربت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين عن تقديرها للجهود الإنسانية التي تقوم بها الحكومة اليمنية في مجال إيواء اللاجئون الصوماليين ومنحهم وضع اللأجى منذ الوهلة الذي اجبرو فيها على ترك منازلهم بفعل الصراعات والعنف . فيما أشارت كلمة اللاجئين في اليمن التي ألقاها محمد عبده آدم إلى أوضاع اللاجئين في اليمن منذ عشرين عاماً تقريباً،. منوها بدور الحكومة اليمنية،والمفوضية على تعاونهم باستقبالها واحتضانها الأعداد الكبيرة من اللاجئين من جنسيات مختلفة،وتوفير الأمن والاستقرار لهم. ودعا المفوضية إلى تعزيز دور المنظمات الدولية الفاعلة في الخدمات الاجتماعية والصحية للاجئين في اليمن،وتقليل شأن ودور المنظمات غير الفاعلة للاجئين،.مطالباً المجتمع الدولي أن يأخذ وضع اللاجئين في اليمن بعين الاعتبار لأن وجودهم عبء على الدولة المستضيفة،والإسهام في إيجاد حل دائم لبلدان اللاجئين الأصلية لأن عودتهم إلى بلدانهم أفضل بكثير من إي بلد آخر. وشمل الحفل بالمتحف الوطني بصنعاء افتتاح معرض للحرف والمشغولات اليدوية،والأعمال الفنية والصور الفوتوغرافية الخاصة باللاجئين في اليمن،بالإضافة إلى فقرات مسرحية، وعروض شعبية وموسيقية قدمتها فرق فنية من الصومال والأوقادين واثيوبيا وإرتيريا"،وقصيدة شعرية لدكتورة ابتسام المتوكل نالت جميعها استحسان الحضور. وفي اختتام الحفل تم تسليم الجوائز والشهادات التقديرية للفائزين بمسابقات اللاجئين في مجال التصوير الفوتغرافي ودوري كرة القدم. إلى ذلك أقيم بمحافظة تعز حفلا خطابيا بمناسبة اليوم العالمي للاجئين تحت شعار/ المنزل/. وفي الحفل أشار وكيل المحافظة عبدالله أمير إلى الدعم والتسهيلات والرعاية التي تبذلها اليمن للاجئين خاصة الصوماليين الذين وجدوا في اليمن البلد المضياف كل رعاية واهتمام. فيما أستعرض رئيس فرع الإهلال الاحمر اليمني بتعز الدكتور عبدالوهاب الغرباني الدور الإنساني والخدمات الطبية التي يقدمها الهلال للاجئين على البحر الأحمر والبحر العربي. بدوره أشار مدير مركز الإصدار الآلي بفرع مصلحة الجوازات والهجرة بتعز إلى أن عدد اللاجئين الصومال،ممن تم منحهم البطاقة الإلية بغرض تأمين الحماية القانونية للاجئ والمتعلقة باللاجئين من 24 ابريل وحتى 20يونيو الجاري، بلغ ألف و712 لاجئا. وثمنت كلمة اللاجئين بالمحافظة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي القاها محمد طاهر الجسيم جهود ودور الحكومة والمفوضية في استقبال اللاجئين من الصومال وأثيوبيا وعدد من الدول الأخرى.. وتعهد اليمن بتوفير الأمن والاستقرار والمعيشة وكل ما يحتاجه الشخص بدعم من المفوضية السامية للاجئين. ويهدف الاحتفاء باليوم العالمي للاجئين إلى رفع مستوى الوعي حول قضايا اللجوء مع التذكير دائماً أن "الناس لا يصبحون لاجئين بمحض إرادتهم، كما أنه لا أحد يمكنه أن يختار أن يكون محروماً من وطنه". وتشير إحصائيات الحكومة اليمنية أن عدد اللاجئين في اليمن يتجاوز ال800 ألف لاجئ فيما تبين إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ان عدد اللاجئين في اليمن لا يتجاوز 175 ألفاً. وغالباً ما يفضل اللاجئون العودة إلى أوطانهم حيثما أمكن، إلا أن استمرار الصراع و تصاعده في الكثير من البلدان يجعل من إيجاد مأوى جديد والسماح للناس ببدء حياتهم أمراً في غاية الصعوبة.