في الذكري الثانية لانتصار عدن لاخير فينا ان لم تتوج انتصاراتنا العسكرية بانتصار اخلاقي،ومن قيم الانتصار الاخلاقي هو الاعتراف بكل دور اسهم في صنع هذا النصر،وهذه المهمة الاخلاقية من ذروة الشجاعة ونبل الاخلاق،ولايفوتنا في هذه الذكري التاريخية العظيمة ان نغفل عن دور الحاضنة الشعبية التي كانت العنصر الاساسي في الصمود والمؤزرة ومصدر المدد والدعم المعنوي،وكان للحاضنة الجنوبية اهم المشاهد الرئيسية في الملحمة الجنوبية،ولنا ان نتذكر تفاصيل المعارك في جبهات عدن بانه ما ان تنزح تلك الحاضنة الشعبية من منطقة الا وتتهتز جبهتها،وتنكسر مقاومتها وهكذا ممايؤكد بان الحاضن الشعبي هو الوجه الاخر للمقاومة الجنوبية. وعلي طريق احياء ذكري الانتصار لايسعنا الا ان نقق اجلال واكبار لدور التحالف ودولة الامارات خاصة، وان نترحم علي شهدائهم ،وان كان للنصر اوجه فأن الدور الاماراتي هو احد تلك الاوجه ،كيف لنا ان ننسي موقف شركاء النصر وعرابي التحرير ،كيف لنا ان نتجاهل بلسم الجراح عندما اشتد الالم، كيف لنا ان نسهي عن نبل المواقف الذي تطوقت بها اعناقنا واصبحت دين علينا ماحيينا . نلاحظ اليوم وفي خضم التباينات السياسية من يتطاول في غفلة علي التاريخ لتشويه ذلك الدور الاصيل وهذا سلوك منبوذ لايعبر عن اخلاق وقيم ابناء الجنوب البتة . . من الاعداد لخطة تحرير عدن والاشراف عليها في منزل الشيخ صالح بن فريد وتجهيز المدرعات وتدريب طواقمها والاسناد الجوي،وانتهاء بتواجد جنود وضباط الجيش الاماراتي علي راس الحملة التي اتجهت صباح ذاك اليوم الي مديرية خورمكسر يتقدمهم خبراء وفنيين الصواريخ الحرارية الذي كانوا في المقدمة للتعامل مع الاهداف التي تعيق التقدم(القناصة)ناهيك عن الجنود المجهولة الذي يعملون من خلف الكواليس في غرف العمليات العسكرية والامنية،علمآ بان ذلك اليوم لم يكن الفاتح وانما هو امتداد لمواقف بطولية اخري في التصدي للعدوان في جل جبهات عدن . نكزة للشرعية الهاربة....! ذلك اليوم الاغر لم يكتب علي الرمال حتي تستطيع رياح الزيف ان تمحيه بل دون ووثق في صفحات التاريخ بدماء طاهرة ،زكية،رحم الله الشهيد الكعبي ورفاقه .