في العهد السابق قامت ثورة 14أكتوبر بتلاحم الشعب الجنوبي , ولكن بما أن نسق الأفكار الإيديولوجية التي كانت تسيّر الثورة هي ذات مرجعية شمالية التي تتأكد من خلال يمننة الثورة وترسيخ مبدأ التوحيد السياسي في شعار الثورة .. إلخ. كل ذلك حدد مسار الثورة وانحرافها تجاه الشمال ولو بعد حين , وضاعت دولة الجنوب في العمق الشمالي بحكم أنها كانت تحتوي على بذرة انهيارها . اليوم تظهر إشكالية انحراف في الثورة الجنوبية , ولكن الانحراف اليوم على غير الأمس أي ليس في مجموع الثورة وأفكار أيديولوجيتها ففي هذا الجانب استفادة الثورة اليوم من أخطاء ثورة الأمس .. أذن الانحراف اليوم وفي ظل معطيات الواقع الموجودة من تحالف عربي , وشرعية عبدربه الإصلاحية , وقوة المقاومة الداعمة للثورة الجنوبية , يكمن في ماتعانيه الثورة الجنوبية من انحراف الأشخاص النضالية فهناك من الشخوص الفردية كانت مشاركة في بداية الثورة ومنها ما كانت تتمثل مواقع قيادية , ولكنها اليوم وأمام مغريات العدو الكبيرة تسقط كأوراق الخريف , ولهذا على الثورة الجنوبية أن تستوعب تساقط وانحراف العديد من الأشخاص الذين كانوا سابقاً ضمن إطارها الثوري , ولكنهم اليوم يستخدموا بحنكة العدو لإسقاط الثور ة , وليس أقوى من ضرر الأشخاص المحسوبين على الثورة للقضاء عليها . ولهذا يجب على ثورة الجنوب أن تستعد وتستبطن في أدواتها احتساب غدر شخوص الثورة حتى تمتلك ميكانيزم فاعل لبقائها واستمرارها , وهناك قنوات متعددة تمطر بالمال بمعدل كبير على اشخاص فاعلين ارتبطت أسمائهم بالثورة للقيام بعمل مضاد من أجل اجهاض الثورة وتحويل المنفعة الوطنية في ذواتهم إلى منفعة شخصية انانية , ومن هذه القنوات الحوثية , والعفاشية , والشرعية وهي اخطرها لأنها تتمثل في شخص الرئيس عبدربه وهي في الواقع قناة إصلاحية يتزعمها علي محسن الشهير بعداه ضد الجنوب وكوكبة من متنفذي الشمال . نقول أخطرها لأنها تستخدم السلطة المحمية من التحالف لكسر عظام الثورة الجنوبية وممثلها المجلس الانتقالي الذي يعتبر فرصة حقيقية للنيل من اعداء الجنوب , ومن ضمن خطورة المجلس للعدو أنه يعطل طريق توريث قيادة الجنوب من قبل الاحزاب اليمنية جميعها دون استثناء , وكما نستدل على سلامة تكوين المجلس الانتقالي من خلال ردت الفعل التي اظهرها اعداء الجنوب على المستوى اليمني والإقليمي , حيث كان وقع تكوينه على قوى النفوذ الشمالي وأياديهم الشرعية في المناطق المحررة واضحة وقوية , ونلاحظ على المستوى الإقليمي يظهر موقف قطر من خلال قناة الجزيرة بتغطية مضادة غير معهودة حول إعلان المجلس الانتقالي . كل ذلك يدل دلالة قوية صواب القرار السياسي الذي اتخذته الثورة الجنوبية في إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي ليصبح حامل سياسي لها وممثل للتفاوض عن حق الشعب الجنوبي امام من يستحق التفاوض على المستوى المحلي والخارجي . ونوجز القول في الانحراف الثوري في ما نلاحظ قيام الشرعية في فعالية 7|7|2017 عملت من خلال أشخاص انحرفوا عن مبادئ الثورة لشق الصف من خلال سيطرتها على ساحة العروض لتظهر للعالم أن الجنوب غير متفق ولا يحمل قضية موحدة وربما كانت تعول على صدام مسلح , ولكن هذه الخطوة الخبيثة فشلت امام حكمة المجلس الانتقالي في ترك الساحة وانجاز الفعالية في المعلا بنجاح . المجلس الانتقالي الجنوبي من الصعب أن يشمل كل قيادات الثورة الجنوبية , ويجب أن يحصل التقدير وحسن الظن من القيادات النضالية الأخرى , ولاشك أن روح الوطنية التي ظهرت عند الكثير من القيادات المخلصة التي تهدف إلى تحقيق الانجاز الثوري في الحرية والاستقلال بالصورة التي يرتضيها شعب الجنوب يقتضي من العقول النيّرة أن تنسجم مع خط الثورة في توحيد الصف الجنوبي , وتبتعد عن النضال الوظيفي الذي يظهر عند البعض الذي يتخذ من المشاركة النضالية وظيفة ومكسب دون الاهتمام بالهدف الرئيس للثورة , وفي ظل عدائية الشرعية وغير الشرعية في هذه المرحلة تعاني الثورة من موسم الانحراف النضالي , وهي النقطة أو الفقرة التي تهدد مسار الثورة الجنوبية .