عدن هي الرقعة المستلقية بالقرب من بحر العرب تغسل ذراعيها في مالح مياهه مستظلة بشاهق شمسان تحدق النظر دوماً وأبداً إلى زرقة البحر تحتضن أمواجه المتدفقة في لهفةً وشوق كاشتياق الأم لولدها فلا تدري من تمخض من عدن تمخضت فوضعت بحرا أم البحر تمخض ففاضت منه عدن مدينتي حاضنة الحضارات وجامعة العلوم تاج المدن وزهرة البلدان كنت دوماً وأبدا محط الأنظار وقبلة الزوار ومنارة العلم والادب أم رؤوم لكل من يسكنك كان من اهلك أوحل ضيفاً لا تفرقين بين أبنائك فجميعهم في المحبة سواء يسعون في طلب الرزق فأرضك مهداً لهم وسمائك ظلاً رضعوا من مائك عسلاً وشهداً. حباك المولى جمالاً ساحراً ورزفاً وافراً وأودع فيمن سكنك وداعةً والفةً وتواضعاً تغنى المغنون يصفون جمالك وسحرك ونظم الشعراء اعذب القصائد ونثر الناثرون عقوداً من اللؤلؤ وسطوراً من المرجان الاحمر وصور المصورون كل مواطن الجمال . سلبتِ الابصار وملكت العقول فكنتِ مطمع الغزاة ومرمى للحاقدين حامكِ القدير بأن هيئ لك رجال من أبنائك قدموا الروح والولد وكل ما يملكون حتى تظلي حرة شامخة شموخ شمسان وأنفة صيرة . عدن الجبل والسهل والوادي والبحر والفيحاء تنوع تضاريسي رهيب جمع كل أشكال الارض في رقعة واحدة متقاربة . صباحك عدن يعبق بالفل والمشموم وطيب رائحة الخمير ( المقصقص) والشاي الملبن الذي بات اسمه يذكر في اسقاع المعمورة بالشاي العدني وجرة الفول وخبز الطاوة اطعمة لا تدل الا على بساطة اهلها وسماحة نفوسهم وما ان يأتي وقت الظهيرة وموائد الغداء عامرة بالصيد المشوي والصانونة العدني الشهيرة واذا ذكرتي ذكر المعاشيق وبحر العروسة وساحل الذهب والغدير ومداعبة السواحل وشمس الشتاء الدافئة وشمسها الحارة حرارة الصيف عدن كنت وما زلتِ المحبة العاشقة للسلم والسلام لا تنتصبين إلا مدافعة غير معتدية إلا بمن يغدر بك فأنتِ دواماً أرض سلام وأمان ومحبة يحاول من يحاول أن يجعل من نوركِ ظلام عبثاً يحاول لأنك شمس وضياء حباك الله كل كوامن المحبة والاشعاع عدن قد زرعت محبتك في نفوس كل العدنيين وكل من شاهدك او سمع بكِ فهنيئاً لكِ كل هذا الحب فأنت مهبط المحبة والسلام. عدن قلعة صيرة وشواطئ حفات وساحل أبين ورمال الغدير وحافة حسين وبيت الهاشمي وقصور السلاطين ومزارع جعوله . عدن ليت المسير اليكِ يوم عدن قلعة الشموخ والإباء وأم لمن ليس له أم .