مر عامين كاملين على تحرير معظم المناطق الجنوبية ونحن لازلنا نعيش ويلات الحرب , بنية تحتية مدمرة , أوضاع خدماتية (كهرباء / ماء / مجاري) متردية , انتشار الإمراض والأوبئة ومستشفيات حالتها سيئة , عقارات وأراضي ومؤسسات الدولة يبسط عليها للأسف أبناء جلدتنا بل تقطع وتباع على مرئ الجميع ولم نستعيدها أو حتى استنكار (مصانع المنصورة واحواش البلدية) خير دليل على ذلك , لم تفعَل دور القضاء والنيابات ومراكز الشرط لمكافحة الجريمة , وما جريمتي العمقي للصرافة والبنك الأهلي ليس ببعيد . فهل صعب علينا إن يرابط طقم إمام كل بنك حكومي لحماية أرواح الموظفين وودائع المواطنين وأموال الدولة ؟ رغم مشاهدتنا للعديد منها تجوب شوارعنا ليل نهار دون عمل , وبعضها لتحصيل مبالغ مالية (هل هي ضرائب أم رسوم ام جباية) من أسواق الخضار والقات يومياً لتحمَل الباعة عبئ إضافي ينعكس سلباً على المواطن , ناهيكم عن محطات البترول والمنطقة الحرة حيث لأتخرج حاوية أو قاطرة او يصدر بيان جمركي لسيارة أو بضاعةً ما إلا بالمعلوم ... وأماكن كثيرة لا تعد ولا تحصى يفترض أن تذر أموال طائلة للسلطات المحلية .
إذاً ما هي الانجازات التي حققناها خلال العامين ؟! وماذا نقول للشهداء والجرحى والمشردين ؟! هل نقول لهم اننا مختلفون ومنقسمون إلى جماعات وكل جماعة ولاؤها ليس للجنوب بل ل علان وفلتان وأبو قردان ؟! أم نقول لهم إننا تفرغنا لكيل التهم وإقصاء وتخوين بعضنا البعض وغدت المناطقية لغتنا السائدة .. وأننا عجزنا عن بناء الدولة المنشودة لنثبت للعالم والإقليم بأن الجنوبيين ليسوا رجال دولة ؟! .
لقد أخفقنا أيها السادة بحق شهدائنا وجرحانا ومشردينا وبحق أهلنا ووطننا ومؤسساتنا وفي كل المجالات , وحتى التحالف اخفق في عملية الإغاثة والأعمار ولم ينجح إلا في الجانب العسكري لماذا ؟؟. للأسف لم نستفيد من تجاربنا السابقة فمنذ العام 1967م ونحن ممزقون ومتناحرون أن صح التعبير (تحرير وقومية , يمين رجعي , يسار انتهازي , زمره وطغمة) لماذا لا نترك الخلافات جانباً ونعمل على القواسم المشتركة فيما بيننا لإعادة تلك اللحمة الجنوبية التي وقفت في وجه المستعمر البريطاني آنذاك وفي وجه الحوثعفاشيين بالأمس القريب ؟!.
ماذا إذا توفي الرئيس هادي لا سمح الله ونحن هكذا متفرقون وماهي المخاطر والمشكلات التي ستواجه الجنوبيون وقضيتهم ؟؟!! . من المؤكد أنه لم ولن تنتقل السلطة إلى الجنرال العجوز (نائب الرئيس) وذلك لسبب بسيط جداً لأنه تم تعيين النائب من قبل رئيس الجمهورية وبوفاته تنتهي صلاحية النائب , إلا في حالة واحدة اذا أوكل الرئيس الصلاحية المطلقة لنائبه وهو حي يرزق وهذا مستحيل ان يحصل !! فخطاب الرئيس هادي بعد سقوط محافظة عمران من قبضة الإصلاح خير برهان .
لكن دستورياً ستنتقل السلطة إلى رئيس البرلمان (يحيى الراعي) لفترة شهرين ثم تجري انتخابات رئاسية .. وهذا ما اثأر خفيضة الحوثيين وتخوفهم من أن تنتقل السلطة لعفاش مجدداً فسارعوا لإغلاق مبنى البرلمان عندما قدم الرئيس هادي استقالته حينها .
لذا علينا أن نحكم العقل ونحد من النزق والشطط والشطحات الكلامية حفاظاً على النسيج الاجتماعي الجنوبي , وأن لا نقصي بعضنا البعض ونحث الرئيس هادي ونائب رئيس البرلمان الأستاذ محمد علي الشدادي على إجراء انتخابات نيابية لبرلمان شرعي في المحافظات الجنوبية المحررة معترف به إقليميا وعربياً ودولياً بنسبة 50% من إجمالي البرلمان السابق على اعتبار أن المحافظات الشمالية غير محرره وتخضع للانقلابيين , وبالتالي نضمن عدم انتقال السلطة إليهم , بل ويمثلنا في المحافل الدولية كبرلمان جنوبي خالص ... فهل ندرك حجم الخطورة التي تحيط بنا قبل فوات الأوان ؟؟! أم اننا سننتظر حتى يتم تعيين شخص ما من قبل مجلس الأمن وتنصيبه رئيساً سيما ونحن تحت البند السابع .
وعليه : 1) يجب علينا كجنوبيين التنقيب عن نقاط الضعف وجوانب الإخفاق في تلك المؤسسات المذكورة انفاً خلال العامين الماضيين والخروج بحلول ناجعة لإصلاح مسارها , وان لانتهاون مع العابثين بممتلكات ومقدرات شعبنا , وتفعيل دور القضاء وإعادة الكادر العسكري المتخصص لمراكز الشرطة للحد من الجريمة . 2) على الجنوبيين نبذ المناطقية وان نتقبل بعضنا البعض فالجنوب محتاج لكل أبنائه , فالأشقاء الشماليين لم ولن يحاربوا بعضهم البعض رغم عددهم وعتادهم إلا أنهم لازالوا مغرزين في تباب مأرب ونهم ولم يحققوا نصراً خلال عامين ونيف, بل نتظرون ساعة الصفر لينقضوا علينا .. بينما نحن نقدم شهداء وجرحى يومياً (حرب استنزاف للرجال والعتاد) .
3) على الرئيس هادي سرعة التوجيه لإنشاء البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية في المحافظات المحررة ليمثل الجنوب إقليميا وعربياً ودولياً واستلام السلطة تحسباً لأي طارئ .