أصدرت السلطات الحكومية في سلطنة عمان، المجاورة إلى الشرق من اليمن، مرسومًا قضى بمنح الجنسية العمانية لأسرة القيادي الجنوبي حيدر ابوبكر العطاس، وسلطان المهرة الشيخ عيسى بن عفرار. وفيما بات من الطبيعي منح الجنسية لهذا الأخير بالتوازي مع التقارب الجغرافي والعلاقات التي تربط السلطنة بمحافظة المهرة الواقعة عند الحدود الشرقية لليمن،بدأ منح الجنسية لرئيس الوزراء الجنوبي الأسبق/حيدر العطاس غريبًا بعض الشيء لكن مراقبون ربطوا الأمر بمحاولة السلطنة فتح نافذه بديلة جنوبًا، تمكن السلطنة من لعب دور مساعد في إيجاد حالة من التقارب في الملف اليمني، ومنحها الجنسية لقيادي من الحجم الكبير يعزز مايراه مراقبون سعي عماني لإعادة تنشيط علاقاتها السياسية جنوبًا لإيجاد حالة من التوازن مع إمتلاكها علاقة جيدة مع الحوثيون وقوات صالح. وقرأ آخرون، الأمر في سياق خلق علاقات جيدة مع حضرموت التي ينتمي لها القيادي الجنوبي البارز،من ناحية،وإيجاد موطئ قدم في المحافظة النفطية التي قد تشهد سباق محموم من قبل دول الخليج التي بدأت تغازل المحافظة النفطية جنوبي شرق البلاد. ويرى آخرون إن منح الجنسية للعطاس وسلطان المهرة تأتي في إطار تعزيز وبناء علاقات إجتماعية جيدة مع الأسرتين اللتان تحظيان بنفوذ كبير في المحافظتين الأكبر تواليًا في اليمن وكان مرسوم سلطاني، قضى بمنح الجنسية العمانية لعدد 69 شخص من أبناء الأسرتين في خطوة فاجئت الكثيرين. ويشهد جنوباليمن، وهو أحد أبرز منابع النفط والثروة في شبة الجزيرة العربية منذ فترة حضورًا لافتًا لدول الخليج العربي التي قادت تحالفًا عربيًا ضد الحوثيين، مكون من دول خليجية عده،عدا عمان التي تحضر في شرق البلاد في المهرة القريبة منها. لكن خطوة التجنيس العمانية هذه،يمكن قراءتها في إطار محاولة الظفر بمواقع نفوذ. ولا يعد منح الجنسية العمانية لعفرار غريبًا أو مفاجئا،خصوصًا وإن عمان كانت قد دفعت بالرجل للظهور مجددًا ومررت لها دعمًا سياسيًا في حاضنته الجغرافية،لكن منحها للعطاس بدأ غريبًا،بيد إن مراقبون قرأو هذه الخطوة ،محاولة عمانية للتحرك جنوبًا في المحافظة النفطية ولتعزيز علاقتها بالحراك الجنوبي فيما بدأ أنه تسخين لخوض جولة تقاسم نفوذ جديدة في المنطقة. ويرتبط العطاس بعلاقات قوية مع المملكة العربية السعودية، ويعد الأخير أحد أبرز حلفاء الرياض في جنوبياليمن.