عدن الحالمة دوما بالهدوء والسكينة والبراءة المسكونة في حنايا وأحشاء كل الأحبة وعشاق حلم نهارها الموعود . ضاقت من هول كوارث وأزمات طاحنه طالت كل شبر من ترابها المحبوب. تكالبت عليها قبائل الغدر والشؤم- خرقت حبال الود وأطالت نهارها بؤسه ومهانة وقتلت كل فكر سديد - فبعثرت حروف الغد الآتي المأمول. من حرب إلى حرب تتعدد أسبابها ومآربها وكأننا في سباق محموم لقتل روح الحب في الأفئدة والنفوس لم تعد عدن حالمة.. بل صارت مرتعا لكل آفاك في حقده متآمرون ، يعشقون الذات القابلة للتلون ويرتكبون الإضرار كأنهم أموات بلا تابوت يرددون شعارات الهدم بمعول مغروس في الأمعاء والبطون – كأنها شهية لوجبات نهمهم المسموم يشرعون للحرب ويعلنون نصرا في سباتهم فارقون حكومة للفساد.. ووزراء في أبراجهم ينعمون . يتراقصون كلما كان إفسادهم للملأ قبحا و للنهب هم باطحون ، يرددون أناشيد النصر في باحة للوكر والعهر فاضحون ، لم تخجل أبدا ولا هم للعمل قادرون.. تعيش أسرهم وعوائلهم كأنهم أمراء في زمن الانهيار وانتفاخ البطون يأكلون من أجسادنا لحما .. ومشربون كؤوس المكر لأفعالهم واعون.. سقطوا في جب الخيانة ومروا أياديهم لنيل رضى الطامعون.. يطلون بأوجههم الغارقة في الليل وسواده الحالك المذموم . عدن – يا جوهرة الحب وعبق السنين، اغتالوك وما اغتالوك فصرت عصبيه على مر الأعوام وكنت لهم محرابا لكل عالم في علمه يبحرون . عدن يا حلم الآباء والأجداد وعشاق حلم آت لتاريخ يولد.. ويلفظ كل نخاس في عرضه يبتهجون – عدن الأم والميلاد والتاريخ والمصير والانتماء فالشرفاء هم فقط القادرون ، على بناء الأوطان سا يرون ...