في دول العالم ودول الجوار يعود الطلاب من الخارج حاملين مختلف الشهادات في الطب والهندسة والإقتصاد ليجدوا الإستقبال والحفاوة والوظائف ليسهموا ويخرجوا حصادهم في خدمة وبناء أوطانهم . إلاّ في وطني فهؤلاء الدكاترة والمهندسين عادوا من الخارج ومن جامعاتنا بالداخل يحملون الشهادات مابين البكلاريوس والماجستير وكلهم حيوية ونشاط فيكون مصيرهم محبط كوجوههم الشاحبة والبائسة من حرارة الشمس ليجدوا هذا الطابور الطويل للحصول على بصمة التوظيف وتقييدهم كجنود عاديين . فيضعوا أنفسهم في مصير مؤلم يتأرجح بين ضغطة زِر لإنتحاري مجرم قد يفقدهم احلامهم وتطلعاتهم، وبين مهانة وإذلال لجان التسجيل والبصمة التي ترغب في اطالة زمن الصرف لهم ليحصلوا على مصاريف اكثر غير مكترثين بما يعانيه هؤلاء الشباب . فمنهم من لايجد مصروف يومه او مكان يريح فيه جسده المنهك من عناء السفر ...... فإلى متى كل هذا العذاب يا وطني !! ومتى تلتئم جراحك وتغادره تلك الفيروسات التي تنهك جسدك !! ومتى تتخلص من تلك الآفات التي تمتص دماء أبنائك ليلَ نهار !!؟؟ ليبقى السؤال الأبرز والأعقد الذي لم نجد له إجابة مُقنعة إلى هذه اللحظة : هل حقاً قد تحررنا ؟؟؟