هذا الزمن الذي نعيشه في الجنوب ليس زمن وأيام النظام والقانون والمؤسسات ، بل زمن الفتوة والبلطجة ، ومن يحكمون الجنوب هم البلاطجة والقيادات التي ظهرت بين عشية وضحاها مابعد العام 2015م . وهذه القيادات الجديدة هي بديل للنظام والقانون وتحكم بقانون الفتوة والبلطجة وقانون السلاح لابالقانون والنظام وحكم المؤسسات. لذلك من الطبيعي ان ينفلت الامن في الجنوب وخصوصا" في العاصمة عدن لذلك كثرت القيادات المحسوبة على فلان وعلان وكل قائد من هذه القيادات يخضع للذي يدعم فكثر القتل والبلطجة. وكل قائد يرى انه مسؤول على الشعب بدلا" عن نظام التراتبية في المناصب من القمة إلى القاعدة. وبهذا ضاعت هيبة الدولة وصار الجنوب كالغابة كلا" يحكم منطقته بدون الرجوع إلى القيادة التي أعلى منه وظهرت المواكب العسكرية والاطقم المدججه بالسلاح وتضن عند مشاهدة هذه المواكب انها موكب رئيس او ماشابه وعندما تسال لمن هذا الموكب؟ يقال لك انه موكب فلان او ابوفلان او ابوفلانه. وتصاب بالصدمة من كثر هذه المواكب ، وانتشار السلاح بشكل ملفت في العاصمة عدن ..وايضا انتشار الزي العسكري سواء زي قوات الدفاع او القوات الأمنية وصار يباع في الاسواق كاي سلعه استهلاكية. الشرعية و التحالف هم من يقومون بدعم فصيل من هذه القيادات لتنفيذ اجنداتها بعيدا" عن خدمة الشعب في الجنوب ، وانتشرت البلطجة بسبب هذا الدعم وكثر القتله المأجورين ، وكل يوم نسمع عن مقتل مسئول او قيادي جنوبي او تفجير هنا وهناك بدون حسيب او رقيب وتذهب القضايا أدراج الرياح وتقيد ضد مجهول. لماذا يحدث كل هذا في الجنوب؟! بينما في جارتنا العربية اليمنية لم يحدث مثل هذا مطلقا" فما السبب؟! لوجه الله ادعموا الامن الحقيقي المتمثل في قيادة أمن عدن وقيادات الامن في محافظات الجنوب .حتى يقوم الأمن بدوره ومهامه على أكمل وجه. كما ادعوا المجلس الانتقالي الجنوبي ليقوم بدوره في وضع الخطط والاستراتيجيات في سرعة دمج المقاومة الجنوبية الحقيقية في الجيش والأمن وبناء جيش وأمن وطني خالي من المناطقيات والمصالح الذاتية ..جيش و أمن لخدمة الشعب في الجنوب لا لخدمة أفراد او جماعات او أجندات خارجية. وان يوقف البلطجة والبلاطجة ويجفف منابع الفساد الحاصل في عدن وغيرها وان يبتعد الأمن والجيش عن التجاذبات المحلية والإقليمية والدولية. فهذه الامور من أولويات قيام المجلس الانتقالي الذي خرج الشعب في عدة مليونيات لدعمه وتاييده ليقود سفينة الجنوب إلى بر الأمان. والله من وراء القصد.