حينما سألت صحفية أمريكية قائد المنطقة الشهيد علي ناصر هادي في حور أجرته معه في مديرية التواهي وبصفته الشرعية كيف يقاتل من أجلها والمقاتلين جميعهم يرفعون علم الجنوب أجاب الشهيد بحكمة قائلا...هؤلاء لديهم قضية ويقاتلون من أجل قضيتهم ومن حقهم أن يرفعون علم قضيتهم والشرعية اذا كان لديها قضية عليها أن تأتي وتقاتل في الميدان من أجل قضيتها وترفع علمها.. هذا الرد الحصيف من قائد خلد اسمه في ذاكرة وقلوب جميع الجنوبيين رغم كبر سنه لكنه كان واسع الرؤية وواقعي في تعاطيه مع الأحداث .. أمام ماحدث مع فضل حسن وما نشر من مقطع تحدث فيه بحده مع ناشطين جنوبيين وما قاله عن العلم الجنوب انه علم الحزب الاشتراكي فهذا الحادث يجب أن لا يأخذ أكبر من حجمه فالحديث كان عفويا وخارج سياق الدبلوماسية العسكرية وتصريح قائد المنطقة العسكرية الأخير ردا على ما نشر وما جعل الكثيرون يتخذون موقف عدائي من فضل حسن هو توضيح رسمي بأن حديثة السابق تم التعاطي معه بصورة مبالغه تجاوزت حدود المعقول ومن يعرف فضل حسن ويجلس معه سيتفهم حديثي بشكل إيجابي حيث أن الرجل يتعاطي مع الأمور بكل بساطة وبتلقائية مفرطة خصوصا وهو يتحدث خارج حدود منطقته ومع مجموعة من الشباب . ومع هذا فإن ما حدث أمر مهما يجب أن نستفيد منه جميعا أولا من حيث ضرورة احترام رمزية قضيتنا وعلمها من قبل الجميع ثانيا من حيث التريث من قبل الجميع قبل إصدار أي أحكام على الآخرين . أمام فضل حسن كما يؤكد لي أقرب الناس إليه فموكبه الشخصي ترفرف على متن اطقمه علم الجنوب وأيضا منزله ومن يشاهد فضل حسن ويزوره إلى منزله سيتاكد بنفسه من صحة ما أقوله، ما يثبت أن الرجل لا يملك أي عداء شخصي مع علم الجنوب أو قضيته وأنه متفهم قضية الجنوب وواقع الجنوب الجديد الذي تشكل خلال العقدين الماضين وما أفرزته الحرب الاخيرة والتي كان الحراك بمقاومته الجنوبية اهم افرازاتها مشكلين الدروع لواقي إلى جانب المقاتلين السلفيين في الدفاع عن أرض الجنوب وتطهيرها من الانقلاب وفي معركتها الحالية مع الإرهاب . عموما الواقع أكبر بكثير من أي شخص ومن أي مكون ومن أي قوة تريد التعاطي مع الواقع بعيدا عن الحراك والمقاومة ..لهذا لا قلق من أي مواقف شخصية حالية أو مستقبلية فما فرضته الحرب وما تثبته حقائق الجغرافيا ووقائع الميدان لا يمكن القفز عليها أو تجاهلها ،ومن المهم حاليا على مجلسنا الانتقالي العمل بشكل أكبر لكبح أي مشاريع تقوم على حساب قضيتنا واستحقاقاتنا السياسية المصيرية .