الجوع وما أدراك ما الجوع ، إنه الطاغية هازم الشعوب وقاهر الانسان العدو الخفي الذي يخترق الاحشاء ولا يستطيع إنسان بمكان كان قوي البنيان أو ضعيف عظيم الارادة أو ذو إرادة وهنة أن يقاوم ذاك الطاغية الجبار إلا من كان ذو عزيمة فولادية وارادة قوية لا يثنيها شيء ولا يقهرها أيُ جبار0 إنه الجوع قاهر أية جماعة انسانية بل وكل الكائنات التي تدب على سطح هذه البسيطة التي سخرها الله تعالى لكل عباده0 أيها المرفقون بالحيوان يامَن تتألمون عندما يجوع الحيوان أو يتألم مما يلم به مرضاً أو أية نازلة تصيبه تهرعون لنجدته وتقديم كل ما تستطيعون لمساعدته بل تنفقون المليارات المؤلفة دعما وعوناً للحيوان ، اليوم الانسان في أرضي التعيسة يتضورُ جوعاً ويعاني كل الالام التي يسببها الجوع اليوم الانسان يعاني من سياسة التجويع العمد 0 نعم أعلن ويتفق معي كل لبيب أن ما يعانيه الانسان في وطن الجوعى هي سياسة مدبرة ومدبرةٌ بأحكام ، فقد أهلكوا من أهلكوا بحروبهم الطاحنة التي اداروها ارضاءً لنفوسهم المريضة المتعطشة للدماء ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يديرون الرحى من وجهها الاخر متآمرين على لقمة العيش التي تملء بطون الجوعى0 اليوم الغلاء في وطني استشرى وكشر عن أنيابه وابرز مخالبة واشتعلت عيناه ناراً وأخذ يصول ويجول ويخترق كل أبواب حياة الناس غير اّبه لما يقد يصيبهم من جوع والم بل هناك مَن يغديه حتى يتضخم ويصبح وحشاً كاسحاً من الصعب مقاومته أو حتى التفكير في مبارزته 0 أتدرون أيها الساسة ما الجوع ؟ لا أعتقد . لأن موائدكم عامرة بأصناف لا تعد من كل أنواع الطعام، فأنتم لا تجوعون إلا على سبيل الحمية أو من باب الرجيم أما الشعب الذي يكد من أول اليوم إلى أخره ربما بعد كل ذلك الكد والسعي يفكر كيف سيشبع من وجبة الروتي ( الخبز) والفاصوليا في وجباته الثلاث 0 أيها الساسة هل أعددتم الخطط والبرامج والميزانيات لا خراج البلاد والشعب من طاعون العصر ألا وهو الجوع الطاعون الذي افترس شعوب مجاورة عندما فقدت حكوماتها الامانة التي حملتها على أعناقها وراحت تعبث بمقدرات شعوبها وتدخل في حروب طاحنة ليس إلا إرضاءً لشهوتها في اظهار قوتها ونصرةً لرغبتها في الانتصار ولو كان على حساب شعوبها وأياً كانت العواقب ، المهم أن أنتصر على الخصوم والثمن الدمار والجوع الذي اصبح طاعون يهدد شعوبها بالموت والهلاك0 الجوع اليوم في وطني أسير الاطماع والشهوات مرض فتاك يهدد الكثير بالفناء وينذر الاخرين بقرب اجتياحه حتى يعمّ كل رقعة وكل بيت ويصيب كل البطون أذا استمرت غفلتكم أو تغافلكم متعمد أو غير متعمد 0 أتدرون أن الجوع سبب لكل بلاء فضعاف النفوس لربما يبيع جسده أو حتى عقله ثمناً لما يملىْ بطنه ،أتدرون أن الجوع أحد أسباب الجريمة صغيرةً أو كبيرةً كانت ، فهناك من يضعف أمام هذا المارد الذي لا يهزم فيبيع حتى وطنه ولهذا فإن دول عظمى تضع الميزانيات المهولة حتى لا تفجع بمخاطر هذا الكابوس فتصرف النفقات وتضع الميزانيات وربما تصرف المعاشات للعاطلين عن العمل حتى لا تقع دولهم فريسة لمخاطر الجوع0 يا مَن ولاكم المولى أمور البلاد والعباد .. أفيقوا من سباتكم ولا تحسبوا أنكم بمأمن من طاعون الجوع فاذا جاعت البطون واستشرت الفاقة بطون الشعب فإن ثورة الجيّاع ستحرق الاخضر واليابس وستصل اليكم لا محالة فلا تحسبوا أنكم بعيدين وإن علت القصور وارتفعت الاسوار0