من المؤلم ان الاستاذالمربي الفاضل محمد مجذوب علي.. في آخر ايامه اخرج من بيته في خور مكسر وباع سيارته لتحمل نفقات العلاج وسكن فى احد هناجر المجدلة..يوم كانت مجدلة..وكم آلمني وانا ازره في هكذا وضع والجلطة الدماغية.ترهقه لكنه كان مبتسما باشا كعادته لا يظهر تبرمه او زعله..وقام بنفسه لجلب كاس الشاي لي قائلا لزوجته وابنائه..هذا ابني وصديقي الصحفي اللامع ..فنزلت دموعي فجاة فمسحها وضحك وقبلني في جبهتي..وقال..انا يكفيني زياراتكم ولا اريد الا العلاج والشفاء والعودة الى عدن ليكون قبري بها.. طبعا جرت محاولات لتسفيره للعلاج في الاردن ..تدخل قادة تربية عدن د.مهدي عبد السلام..حسين بافخسوس..عبد الواحد عباد رحمة الله عليه..د.حسن السلامي..ود. عبد العزيز حبيتور وكان حينها نائبا لوزير التربية.. وانسدت امور سفره حتى كان الرجل الشهم الاستاذ فتحي سالم حفظه الله والذي اتصل لي للبيت قائلا قل لصاحبك المجذوب يجهز نفسه للسفر ولا تكتب خبرا بذلك لان الرئاسة امرت بعلاجه فورا..ونعلم من هي الرئاسة وبدون ذكر اسماء.. سافر للاردن وتعالج وشفي نوعا ما..لكن الوزارة بصنعاء انهت عقد عمله واستغنت عنه ولا سامح الله عبد الكريم الجندراي الذي كان مصمما على ترحيله.. وفعلا غادر عدن وودعناه في منتدى التربويين للاستاذ سمير علي يحي الرجل الموسوعي والربوي الاصيل..وكانت اخر نظرة له ذرف فيها دموعه الغالية ورحل الى السودان ليلقى ربه في 21 مارس 2007 م وقد اتصل لي قبل الوفاة بيومين وقال مقدر على فراق عدن ساعود قريبا.وسلم لي عالاحباب كلهم.. رحمة الله عليه كان مربيا واديبا وصحافيا وانسانا بمعنى الكلمة.. وقد مرت ذكراه العاشرة هذا العام واقمنا مجلس تابين في منتدى التربويين وقرانا سفرا من قصائده العدنية من ديوان(قمري والمد والجزر).. الرجال الخالدون يبقون مدى الحياة.. هذه الخاطرة اساسها الاعلامي الكبير جهاد لطفي امان عندما اشار للاستاذ المجذوب بكلمات حفزتني لكتابة خاطرة مبتسرة.. وهي: كان الاستاذان السودانيان مبارك حسن الخليفه ومحمد مجذوب علي محبين لعدن واهل عدن ( رحمهما الله ) كانا يمتازان بالاحترافيه والاخلاص والحب والثقافه وسعة الصدر ... كانت العبقريات للعقاد من اكثر المواد العربيه صعوبة علينا في الثانويه العامه بسبب اسلوب الكاتب الاديب العقاد ومفرداته الموغله بالغرلبه والتعقيد .. لكن الاستاذ محمد مجذوب جعلنا - باسلوبه - نستوعبها بسهوله مثل شرب الماء . وحينما كتبت مقالا صحفيا ارثي فيه استاذي قلت في نهايته : لقد استوعبنا عبقرية خالد بن الوليد بواسطة عبقرية محمد مجذوب علي .