بدأت ثورة الشباب في الشمال بعد سنوات من انطلاق الحراك الجنوبي في الجنوب واستبشرنا خيرا في الجنوب وخدع مننا الكثير وانخرط في تلك الثورة وقلنا الأمور لصالحنا لنكتشف لاحقا أن تركة ثورة الشباب قد تم تقاسمها بين أطراف صنعاء وخرج الجنوب من الموسم بلا حمص. انتظرنا فترة من الزمن مصدومين من هول الخديعة التي نصبت لنا وبدأت الدعوات لإسقاط حكومة باسندوة واشتد الصراع السياسي وهللنا لذلك في الجنوب وقلنا لصالحنا، ثم بدأنا رويدا رويدا ننسى مطب ثورة الشباب ووصلنا للنسيان التام لذلك المطب بحصار الحوثي لصنعاء ودخوله لاحقا صنعاء وطرد قيادات الإخوان العسكرية وتوقيع اتفاق السلم والشراكة وقلنا لصالحنا. استمرينا فترة وتم الانقلاب على الرئيس هادي ووضعه تحت الإقامة الجبرية ة هو ورئيس وزراء حكومته وقلنا لصالحنا. اسقط الحوثي كل شيء وبال على وثيقة الحوار الوطني وقلنا لصالحنا. خرج هادي في جنح الظلام من صنعاء هاربا إلى عدن واستقبلناه بالفرح والسرور وقلنا ما الان لصالحنا من صدق. مكث هادي في عدن لكن للأسف لحقه الجماعة إلى عدن بجيش عرمرم ووصلوا عدن لكن هادي واصل الهرب إلى عمان لتنطلق عاصفة الحزم وهو في الصحراء يسابق الزمن للوصول إلى عمان وقلنا خلاص الأمور لصالحنا حقا وحقيقة. استمرت الحرب وتجرع شعب الجنوب صنوف القهر والألم لكن في الاخير انتصر الشعب على الغزاة وخرجوا مذعورين يجرون أذيال الخزي والعار لنتنفس نحن الصعداء ولنقولها مدوية الأمور لصالحنا هذه المرة بلا شك. مرت الأيام بعد التحرير بدأ فيها الجنوب يلملم جراحه لتبدأ معركة أخرى أشد وألعن من حرب الحوثي إنها حرب المفخخات والتفجيرات وسقوط بلدات بأكملها في الجنوب بيد القاعدة وداعش. مرت الأيام وانتصر الجنوب برجاله على القاعدة وداعش وقلناها مدوية خلاص الأمور لصالحنا والعالم شهد لنا أننا لسنا بيئة جاذبة للإرهاب عكس ما يروج له إعلام الشمال. مرت الأيام بعد التحرير من القاعدة وداعش لتبدأ خطة جديدة وهي الزج بالجنوبيين بقتال الحوثي وقوات عفاش لكن هذه المرة في الشمال وقلنا لصالحنا نغزوهم في أرضهم لنكتشف مؤخرا أن الخليج قد تنكر لكل تلك الدماء الجنوبية ولم يحبر بخاطرها حتى بذكر جهودهم في الإعلام لتنتسب كل تلك الجهود والدماء لجيش التباب. استمرت الأيام وأتت الفرصة الكبيرة وهي رأس عفاش، حيث تفجر الوضع بين طرفي الانقلاب عفاش والحوثي ليخرج بعدها عفاش ليس حافي القدمين هذه المرة ولكن مشروخ الرأس ومهان أمام العالم على يد ثعابينه التي علمها الرقص فتنكرت له ولدغته شر لدغة. هنا هلل الجنوب وكبر وقال الأمور لصالحنا هذه المرة وليس كسابقاتها ثم اكتشفنا إننا منتظرين أحداث أخرى لنقول فقط الأمور لصالحنا... نستنتج من كل ما سبق أنه لا يمكن لأي قوة في العالم أن تجعل الأمور لصالحنا إذا لم نبادر نحن ونطوع تلك الفرص بشكل عملي لصالحنا. كل تلك الفرص ضاعت ولم تبق إلا هذه الفرصة الأخيرة وهي في طريقها للضياع أما واستغليناها بشكل حقيقي وفعلي بأعمال على الأرض أو انتظروا موجة جديدة يعود فيها المحتل بقوته وعنجهيته وعندها لا يمكن يغفر لكم الشعب ضياع مستقبله وستكونون أنتم أيها القيادة خصمنا الأول وليس المحتل. اقدموا على خطوات عملية كما فعل الحوثي ولا تصدقوا أن العالم لن يعترف به ولن يتحاور معه قريبا.