استهدف طيران التحالف العربي أمس السبت، حشداً مسلحاً لميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية في مديرية أرحب، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك قبل توجهها إلى جبهة نهم شرقي صنعاء، حيث تستمر هزائمها الميدانية هناك وسط تقدم متسارع للجيش اليمني، فيما تتصاعد مخاوف أذناب إيران من انهيارات خطوط دفاعاتهم بمختلف الجبهات. وأفاد مصدر محلي أن غارات التحالف باغتت تجمع الحوثيين المسلح في قرية بوسان بمديرية أرحب، أثناء حشد وتجهيز المقاتلين للتوجه إلى جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء. ولقي ما لا يقل عن 25 مسلحاً حوثياً مصرعهم وأصيب العشرات جراء هذه الغارات، إضافة لتدمير آليات ومعدات عسكرية ثقيلة، وفق تقديرات أولية ذكرها الموقع الإخباري الرسمي للجيش اليمني.
وأشارت أنباء إلى سقوط قيادات حوثية كبيرة كانت متواجدة أثناء تجهيز العناصر المسلحة لإرسالهم إلى جبهة نهم للقتال، لكن لم يتسن حتى الآن التأكد من أسمائهم.
واعترف قيادي حوثي باستهداف طائرات التحالف تجمعاً لمسلحين من ميليشياته في أرحب شمالي صنعاء، واعتبرها الأولى التي تستهدف تجمعات لهم من هذا النوع، بحسب زعمه. وأكد القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان، في مداخلة على قناة المسيرة التابعة للحوثيين، أن الغارات استهدفت تجمعاً مسلحاً للموالين لهم في قرية بوسان بأرحب، وذلك لإرسال مقاتلين إلى جبهات القتال، ولم يذكر عدد القتلى والجرحى جراء الغارات.
من جهة أخرى كشفت مصادر مقربة من جماعة الحوثي الموالية لإيران، عن حالة من الارتباك والمخاوف المتصاعدة في أوساط قيادات الجماعة، جراء انهيار الخطوط الدفاعية في ثلاث جبهات رئيسية هي: نهم، والساحل الغربي، وتعز.
وأكدت المصادر ل«الخليج»، أن قيادة جماعة الحوثي فشلت في استقطاب مقاتلين جدد، على الرغم من لجوئها إلى إصدار فتاوى من جمعية العلماء الخاضعة لسيطرة الجماعة، وهو ما فرض مزيد من التعقيدات على الموقف العسكري المتراجع في معظم الجبهات.
ولفتت إلى أن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على يد الجماعة، تسبب في تداعيات مؤثرة على تماسك تحالف ما يسمي ب«اللجان الشعبية» التابعة لميليشيات الحوثيين مع قوات الحرس الجمهوري، التي تردد أن عدداً من وحداتها انضمت إلى قوات الشرعية، وشهدت تسجيل حالات فرار متصاعدة لقيادات عسكرية وجنود، خاصة في جبهة الساحل الغربي.
من جهة أخرى ذكرت مصادر يمنية في صنعاء أن ميليشيات الحوثي تبذل جهوداً محمومة لاستقطاب مقاتلين جدد من الشباب والأطفال، مشيرة إلى أن الميليشيات أقرت خطة التجنيد الإجباري على أبناء القبائل في صنعاء ومناطق سيطرتها، وتمارس الترهيب والترغيب على شيوخ القبائل لإعلان الولاء لها.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات الحوثية تغري الأحداث والشباب للتجنيد والانخراط في الدوريات والتجمعات القتالية، بأن توفر لهم المزيد من نبتة القات المخدرة، خاصة أن رئيس ما يسمي اللجنة الثورية العليا التابعة للميليشيات المدعو محمد علي الحوثي، يعتبر من أكبر تجار القات. وقد أظهرت صور كثيرة المجندين وهم يتعاطون النبتة المخدرة أثناء الدوريات والعمليات القتالية.
وفي مرحلة ما بعد قتل الرئيس اليمني السابق صالح، عمدت ميليشيات الحوثي إلى تسريع «حوثنة» المجتمع اليمني، في المناطق التي تقع تحت سيطرتها حسب مصادر يمنية.
وتبذل الميليشيات وفق المصادر جهداً محموماً لاستقطاب مقاتلين جدد من الشباب والأطفال، وإعادة صياغة المكونات الاجتماعية والسياسية بهوية طائفية، توافق أفكارها وتوجهاتها. وفي هذا الإطار، أقرت ميليشيات الحوثي خطة التجنيد الإجباري لأبناء القبائل في صنعاء ومناطق تخضع لسيطرتها. وعلى خط مواز، تمارس الميليشيات الترهيب والترغيب بحق شيوخ قبائل ووجهاء وقيادات سياسية بصنعاء؛ لإعلان ولائها للجماعة. وقالت مصادر إن الميليشيات أجبرت عقال الحارات في صنعاء، على حضور دورة طائفية في صعدة تستمر 10 أيام.