في فصل الشتاء تصبح الحديدة وجهة الكثير من الزائرين من محافظات أخرى بحثا عن طقس معتدل ، ورغم الأوضاع الأمنية ،وتوقع فوضى في المحافظة ، الا أن الشتاء المعتدل جعل من الحديدة قبلة للكثيرين ومزاراً للسياح، نظراً لطقسها المعتدل وشاطئها الجذاب ، وطيبة أهلها. تعيش الحديدة فترة هادئة من فترات السنة ، شهور يعيش فيها المواطن ينسى فصل الصيف و أوجاعه ، ويهنئ بجو معتدل يصاحبه توفر الماء بشكل مستمر ، فتقل حاجة الناس للماء في الشتاء عكس الصيف تماما . في ظل إرتفاع درجة الحرارة تزيد حاجة الناس للمياه ويزيد أستهلاكه فيتسبب ذلك في خلق أزمة مائية خانقه كل صيف من كل عام ، وفي الصيف تحديدا تشهد الحديدة موجة نزوح سكاني بسبب أرتفاع درجة الحرارة والتي تصل احيانا الى اعلى من 45درجه مئوية وأستمرار إنقطاع المياه في كثير من الأحياء على حد سوا . منذ غادر التيار الكهربائي المدينة زاردت، معاناة الناس أكثر ، وتراكمت أوجاعهم، وقلة حيلتهم، حيث لا فائدة لمنظومة الطاقة الشمسية في مدينة ساحلية شوي الانسان صيفا بحرارتها، وتشوه جلده ،وتخلق له أمراضا كثيرة لاتعرفها مدن أخرى. إنقطاع التيار الكهربائي عطل مؤسسة المياه من خدمة المواطن المتمثلة في ضخ المياه للأحياء السكنية ، حيث توقفت تلك المضخات التي لا تعمل الا بالكهرباء ، واصبحت المولدات البديلة لتشغيل المضخات تتوقف لأسابيع نتيجة إنعدام المشتقات النفطية، وهذا وجع أخر يحارب المواطن ويقض مضجعه ويؤارقه. منذ اندلعت الحرب في مارس من عام 2015م والبلاد تمر بأزمة خانقة في المشتقات النفطية وازدهرت تحارة السوق السوداء ، التي ضاعفت من معاناة المواطن، واتخمت مافيا السوق السوداء، وفي بعض تتوقف السفن في المياه الإقلمية اليمنية لغرض تفتيشها خوفا من تهريب السلاح للأطراف المتحاربة داخل البلاد، او تخزينها لأغراض خدمة الحروب، الثلج مأساة أخرى من مأسي الحرب في الحديدة صيفا ، رغم وجود أكثر من خمسة مصانع للثلاج في المحافظة الأ أن الطلب عليه صيفا يجعلها غير كافية لتوفير حاجة المواطن لها ،حيث يرتفع سعر الثلج بشكل جنوني صيفا وخصوصا أن المواطن حرم من الثلاجات التي كانت تسد حاجته للماء البارد والثلج وهذا مازاد الأقبال عليه. أم فارس تسكن أحدى حارات المدينة ، تقول أم فارس أنها تحتاج يوميا الى أكثر من خمس مائة ريال لشراء الثلج ، لها ولطفلين معها ، أم فارس أرملة ،توفى زوجها في مظاهرة كان قد خرج مطالباً بتغير النظام عله يأتي نظام جديد يقدر عامل النظافة ويعطيه مايستحقه، رجل يصحى باكرا يلملم نفايات شوهت شكل الشارع ،وزادت سكان المدينة أمراضاً فتاكة وأوبئة خطيرة، أنقطع راتبه من ضمن الاف الموظفين الذين غاب عنهم راتبهم من عامين وأكثر ، كان يعمل عاملا لنظافة في مدينته ، تعمل أم فارس خادمة في أحدى مباني المدينة ، تكافح من أجل طفلين ، تقول ام فارس حين يأتي الصيف نعاني كثيرا وسبب المعاناة هو انقطاع التيار الكهربائي الذي نحتاجه كثيرا وأهم من اي شيء أخر ، تقول أم فارس كنت لا اشتري ثلج ابدا في ظل وجود الكهرباء،نكتفي بالماء البارد من ثلاجة المنزل ، لكن الآن ابني يذهب لشراء الثلج يذوب في كيسه وهو لازال بعيد عن البيت ، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ . وتضيف أم فارس: في الصيف وفي ظل ارتفاع درجة الحرارة التي تحرق أجساد أطفالي ، كان المكيف يحارب الحر كثيرا أما الآن نتكبد الحر وحدها أجسادنا تحاربه . يظل الشتاء فصلاً مميزاً لسكان الحديدة، تكتض الأسواق بالخضروات التي يرخص سعرها في في هذا الفصل ، أشياء كثيرة تسعد المواطن في الحديدة شتائا لكن ماذا عن الصيف ؟الذي تطول فترته بعكس الشتاء تماما . عندما يتعدل الجو يرتاح المواطن كثيرا في الحديدة، ماذا لو عاد التيار الكهربائي للمدينة؟ بكل تأكيد سيقلل من المعاناة التي يسببها الحر صيفا .