عبود خواجه فنان ملتزم بقضية .. فنان يملك رايا وموقفا.. يستخدم الفن للتعبير عنه .. فهو لا يطرب فقط المستمعين بعذب الكلام وجمال الموسيقى وحسن الصوت وانما من خلال هذه الثلاثية يرسل رايه ايضا ويعبر عنه باصدق صورة . مثله تماما كمحمد امام ومارسيل خليفه والوردي وقس على ذلك من في مقامهم ممن وهبوا فنهم وحياتهم لقضايا شعوبهم طربا وحسن صوت ورايا . قلت له ذات يوم حين اتصل بي منذ سنوات وهو يشد على ازري حين كنت ملاحقا ومطاردا ويبدي تخوفه من اعتقال قادة الحراك وتغييب القضية .. قلت له .. وكيف تغييب القضية وانت موجود بين ظهرانينا .. قلت له ذلك وكنت صادقا فيما اقول . لازلنا نصحى على صوته وننام على صوته .. وسيبقى صوته صوت الراي الصادق عاليا كبيرا . ضحى عبود عند انطلاق الحراك بماله من اجل اعلاء رايه ومناصرته لقضية شعبه وتسجيل موقف .. ذهب الى سلطنة عمان واختفى في منزل الرئيس علي سالم البيض ليسجل اول اغنية وطنية يستثير فيها حماس الشعب دون ان تعلم سلطنة عمان بشي وتعرض للمطاردة في المملكة العربية السعودية بطلب يمني وضاقت به الدنيا بما رحبت .. واختفى عن الانظار في منزل هذا ومنزل ذاك . ضربه الفقر وهو كان غنيا .. حتى سيارته الخاصة ذات يوم باعها من اجل الانفاق على تسجيل اغنية وطنية حتى استقر به المقام منذ نحو 8 سنوات او اكثر في قطر مشترطا عدم التضييق عليه . ومن قطر توالت اغانيه واناشيده الوطنية الجنوبية التي يحفظها الناس عن ظهر قلب ويرددونها كل لحظ . ربان فعلا وصفحة في ثورة الجنوب بيضاء نقية . عبود تاج على رؤوسنا .. كنت وستظل كبيرا شامخا عظيما وشتان بين ملتحف بغطاء الثورة في السلم وبين من ايقضها في المهد .