دائماً حال الشعوب وخاصة فئة الفقراء منهم محط ابتزاز المتسلقين والمستغلين والمستفيدين والمتقفزين ( المتعرطين) بلغة الشارع يؤسسون الجمعيات ويفتعلون التنظيمات من أجل جمع الاموال بغرض ايصالها إلى الفقراء و المعوزين وأصحاب الحاجات ومن هم يعانون من الأنات والويلات وقليل بل أقل من القليل ما يصل لأصحاب الحاجات التي تصرف الأموال من أجلهم ولكنها تدخل إلى جيوب جامعي الاموال والزكوات وتملئ نفوسهم الجائعة التي لا تمتلئ مهما جمعت من أموال المحتاجين والمعوزين الذين ينبغي أن تصلهم مثل تلك المعونات والنفقات ولكن هؤلاء المتسلقين الذين يظهرون بثوب الحمل الرؤوف بالفقراء وأنّ عملهم خالص لوجه الله لا يريدون من وراءه جزاءً أو شكورا وإنما تقديم الخدمات وايصال المساعدات للفقراء وهم في ذلك يقدمون أنفسهم ويضعون مصالحهم وما سوف يعود اليهم من ربح في مقدمة الامور . وهؤلاء المستفيدون ليس لهم قالب واحد وهيئة واحدة بل في ذلك هم أصناف وألوان ويشغلون وظائف مختلفة منهم يشغل وظائف حكومية تتعلق بمصالح المواطن ومنهم من ينتظم تحت مسميات هيئات ومنظمات انسانية يفترض بهم من خلال هذه المنظمات والجمعيات الانسانية والخيرية أن يقدموا خدمات حقيقية للمحتاجين والمعوزين لكن مثل هؤلاء وهم قلة دون شك يسترزقون من قوت المحتاجين والمغلوبين على امرهم ويضعون نصيبهم نصيب الأسد . وحتى لا يكون الحكم عام فهناك من يؤدي هذه المهمة راجياً خدمة الناس خدمة منزهة من المقاصد غير المشروعة إنما توصيل المساعدة لمستحقيها ويبذلون غاية جهدهم من أجل تحقيق هذه الغاية . أما الصنف الذي يسعى في مثل هذه المهام من أجل تحقيق مصالحه الذاتية فهم طوائف وتتنوع اتجاهاتهم وطرق سعيهم والثوب الذين يتسترون من ورائه لنيل الماّرب التي يسعوا لتحقيقها فيظهرون بثوب الدعاة ورجال الذين ومنهم من يتستر تحت مظلة المنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية ومنهم من يتوارى خلف المنظمات الحقوقية ويفتح لذلك المكاتب القانونية والاستشارية ومكاتب المحاماة ويتصدر لجمع المساعدات ضاربين بها جيوبهم وما فاض أخرجوه للمقربين يكسبون به رضاهم وربما لا يصل المحتاج منه شيء والذي من أجله تصرف تلك الزكوات والمساعدات. ما هي مصادر هؤلاء المسترزقون الذين يعيشون على السحت وأكل حقوق الفقراء هي عن طريق استقطاب للمنظمات الدولية الداعمة لأصحاب الحاجات في المجال الصحي أو الخدمي أو الاجتماعي أو الغذائي أو حتى المالي او جمع المساعدات المالية من التجار في الداخل والخارج بهدف دعم الفقراء في الظاهر وهم يدعمون جيوبهم ببيع تلك المساعدات أو تبديلها بنوعية رديئة والحصول على الفارق السعري بين البضاعتين. ولا فرق بين رجال ونساء في اللهث وراء حاجات ومساعدات الفقراء ونقصد بهم الصنف الممتلئ جشعاً وطمعاً أكلي السحت وفوق ذلك يريدون كسب الشهرة ويظهرون أنفسهم بالمتفضل على الفقير وصاحب الحاجة وكأنها تخرج من جيوبهم متناسين بانهم الفئة الطفيلية التي تعيش على حساب الفقراء وتأكل مساعداتهم وتقف حاجزاً منيع بين مصدر المساعدة والمحتاج اليها