ما أكثر الشياطين في وطني هذه الأيام، فهذه المقولة ترددت عند السلف وهي: (( إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق))، وقد كثرت الشياطين الناطقة هذه الأيام نعوذ بالله من شرورها، فالشيطان الساكت أقل ضرراً من ذلك الشيطان الناطق، فبسبب انتشار وسائل التواصل أصبح بمقدور كل شيطان ناطق البوح بحِمل لسانه وتفريغ ما يجيش به صدره، ويشعل به فتيل الباطل في ميادين التواصل . الناطق بالباطل أكان صريح العبارة أم واضعاً لها في برواز الإصلاح لايهمه إن كان باطله سيحرق أو يدمر، لأن هدفه المنشود وشعاره : أنا ومن بعدي الطوفان . الشيطان الناطق رأيناه وهو يقترب من صنعاء حاملاً شعار إسقاط الجرعة، ورويداً رويداً طالب بما هو أبعد، وبعدها سفك الدماء وتقدم صوب المحافظات الأخرى لينفث سمومه المذهبية، فباطله كان مبروزاً بإصلاحات اقتصادية ولكنها سرعان ما تحولت إلى مشروع خارجي هدفه تغيير معالم الدولة في مختلف الجوانب، وهذا مجرد نموذج حي للشيطان الناطق . ومن باب سد ذرائع الشياطين الناطقة علينا الوقوف ضد هذه الشياطين، والعودة لكتابنا وسنة رسولنا للبحث فيها عن المخرج الآمن، وأظن أننا قد ولجنا في هذا المخرج الآمن، فالأمور آخذة في التحسن وأصبحنا نتلمس معالم الدولة والسلطة، ولقد عشنا البداية الصحيحة عندما رأينا المشير هادي يتوسط الزبيدي وشلال فهللنا وكبرنا، فلن يخرجنا من مآزقنا ومآسينا إلا وحدة الصف، والحمد لله فلدينا قيادات متفهمة وعاقلة سواء في السلطة أو المعارضة، ولهذا فسيتم سد الذرائع على شياطين الأنس الناطقة، نعوذ بالله منها ومن أباطيلها وشرورها، قلت ما قرأتم والله من وراء القصد ...