في أي مجتمع يوجد الخير والشر، أي الأخيار والأشرار، والناس مجمعون على أن الشر ما يسبب ضرراً للفرد والمجتمع، أما الخير فهو سبب الحياة السعيدة والرخاء الجميل. ويصف الناس الشرير بأنه الشيطان، أما صاحب الخير فهو أقرب ما يكون إلى الملاك الطاهر الرفيع. وفي كل مجتمع لابد من سلطان يحكم، وينظم العلاقات بين الناس، ويجلب لهم المصالح، ويدرأ عنهم المفاسد. وللسلطان كما يقول العلماء قرينان، شيطان يوحي له بالفساد، وملاك يحضه على الصلاح والفلاح، صلاح نفسه وصلاح رعيته. وبقدر صلاح السلطان وصلاح علاقته مع الله يغلب عليه قرين الخير، فتعم المحبة بين الناس ويسود السلام والوئام. وللعلامة «الماوردي» كتاب اسمه "السلطان" كما لعلماء كثيرين كالغزالي وابن تيمية موضوعات مطروقة في كتبهم الكثيرة، كما للجاحظ أبي عثمان بحر بن عمرو كتاب «التاج» وكل ذلك يتطرق للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، والظالم والمظلوم. إن الشيطان يزين لصاحب السلطان الشر، والمظالم التي تحصل في المجتمعات هي نتاج زخرفة لباطل من قبل النفس الأمّارة وشياطين الإنس. ولا يُقصد بالسلطان ملك البلاد أو زعيمها وحسب؛ وإنما يشمل السلطان عاهل الأسرة وربها المسؤول عنها، والوزير والمدير. وفي الحياة نماذج من شياطين الإنس ي وحون إلى أهل القرار بكل ما يدخل العباد في مضايق كثيرة وأمور خطيرة، فتضطرب أحوال الناس. محافظ في منطقة كان قد اقترح أن تكون بجانب الحديقة محلات للاستحمام وقضاء الحاجة؛ فكان أن علا صوت قرينه الشيطاني بأنه لا ضرورة لذلك؛ فكل فرد له حمام في منزله!!.. والذي ليس له منزل ماذا يفعل؟!. وشيطان آخر قال لولي الأمر: يا سيدي لقد زادت الديمقراطية، فأقترح إلغاء حرية الأحزاب والتصاريح للصحف الشتامة. قال له الرئيس: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.