يواصل الجيش الوطني، بإسناد من قوات التحالف في اليمن، لليوم الثاني، هجومه على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في تعز، إذ أسفرت المواجهات في الجبهة الشمالية الغربية عن تحرير 10 مناطق شمالي المدينة، وصولاً إلى جبل الوعش الاستراتيجي، حيث سيتم قطع خطوط الإمداد وفصل الجبهة الغربية عن الجبهة الشرقية للمدينة، إذ أرسل التحالف تعزيزات عسكرية نوعية إلى جبهات تعز. وتمكنت قوات الشرعية من السيطرة على أجزاء كبيرة من جبل الوعش، الذي تتحصن فيه عناصر الميليشيات، وسط حالة من الفرار الجماعي لعناصرها على وقع ضربات الجيش تحت غطاء من مقاتلات التحالف، فيما تمت السيطرة على الزنوج وأطراف الدفاع الجوي الشرقية وشارع الأربعين.
ونجحت قوات الشرعية في الوصول شارع الثلاثين وشرق معسكر الدفاع الجوي، إضافة إلى استهداف مواقع الميليشيات في شارعي الخمسين والستين، بهدف قطع طرق الإمداد عن الميليشيات. كما وقُتل 55 عنصراً من ميليشيات الحوثي في المواجهات.
كما تمكن الجيش الوطني من تحرير منطقة شرف العنين بالكامل وتبة الشابعة وتدور المعارك بمنطقة الكريف بجبل حبشي، غرب تعز والمطلة على الخط الرابط بين تعزوالحديدة.
وأشرف قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن فضل حسن صباح، وبشكل مباشر على العمليات العسكرية والانتصارات التي حققها الجيشفي جبهة كرش.
وفي تصريح ل«البيان»، قال ركن توجيه المقاومة التهامية محمد الشلي إن قوات الجيش والمقاومة وبمساندة طيران التحالف والقوات المسلحة الإماراتية خاضت معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي وتمكنت من دحرها من عدد المواقع المهمة على الخط الرابط بين الخوخة وحيس، أهمها منطقة محوى السبيع، مؤكداً أن المسافة التي باتت تفصل عن مدينة حيس لا تزيد على 10 كيلومترات.
تحشيد عسكري من جهتها، أعلنت قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن بقيادة السعودية إرسال تعزيزات عسكرية نوعية إلى جبهات تعز لمساندة الجيش اليمني في عملية تحرير ما تبقى من المحافظة، بمشاركة 6 ألوية عسكرية.
وشنّت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غارات جوية عدة استهدفت مواقع الحوثيين بمناطق متفرقة من المحافظة.
القضاء على قياديين وأفادت مصادر ميدانية بمقتل القيادي الحوثي أبو عزام، مشرف الحوثيين في مربع القاعدة والذكرة، بغارات لمقاتلات التحالف العربي قرب مطار تعز الدولي. كما قُتل القيادي الحوثي أبو عزام، مشرف ميليشيات الحوثي، في مربع الذكرة.
هجوم مباغت من جهة أخرى، شنّت قوات الجيش الوطني، فجر أمس، هجوماً واسع النطاق، استهدف تجمعات ميليشيا الحوثي غربي مدينة كرش في محافظة لحج.
وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش تمكنت من تحرير منطقة الحويمي وتبة العلم ورون الرويني وتبة المسجد وسلسلة جبال خداش.
تحرير المحافظة يسرّع الحسم العسكري تكتسب محافظة تعز أهمية استراتيجية في العمليات العسكرية بسبب تمتعها بموقع جغرافي استراتيجي. فهي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 256 كيلومتراً، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء المخا الذي يقع على منفذ بحري استراتيجي الذي يعتبر حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية.
ومن شأن السيطرة على محافظة تعز التسريع في عملية الحسم العسكري، عبر اتخاذ المحافظة بوابة انطلاق وقاعدة عسكرية للقوات الشرعية لدحر المتمردين على الشرعية إلى محافظات الشمال وصولاً إلى صنعاء، باتجاه صعدة معقل الحوثيين.
فتحرير محافظة تعز يسهل من عملية السيطرة العسكرية للقوات الموالية للشرعية على كامل الساحل اليمني والمنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر وعلى كل المنافذ الأخرى على خليج عدن وبحر العرب.
وتيسر استعادة تعز أيضا عملية تأمين المناطق المحررة وتعزيز المكاسب التي حققتها القوات الموالية للشرعية بتطهير المحافظات الجنوبية من ميليشيا الحوثي مثل عدنولحج عبر تأمين الطرق المؤدية إلى الجنوب.
وتكتسي تعز أهمية سياسية وديمغرافية، فبسبب الثقل السكاني في المحافظة الذي يبلغ نحو 5 ملايين نسمة، فإن تعز تعتبر الحاضرة الثقافية والمدنية لليمن حيث إن الكثير من النخبة المتنفذة تنحدر أصولها من تعز الأمر الذي كان يشكل عقدة ودرعاً حصيناً ضد أي مشروع انفصال بين شمال اليمن وجنوبه.