من منا كان يتوقع ان تصل الامور في عدن عاصمة الجنوب الغالية عدن وطن الجميع مدينة السلام والامن والتعايش السلمي عدن التي تحتضن كل ابناءها وزائريها وكل من يصل اليها عابر في صالات ترانزيت كان في موانئها او مطاراتها بحضن دافئ وقلب واسع دون اي تمييز بينهم عدن اليوم الكل ممن رضعوا من ثديها ورفسوا بأقدامهم في صدرها واحتموا بحبها وضمتهم الى وجدانها ووفرت لهم الامن والامام. للأسف هم من يعربدوا على ترابها ويهدموا قيمها وينهبوا تراث تأريخها هم اليوم من يغلقوا نوافذ امنها واستقرارها ويسرقون الكحل من عيونها . عدن ارض المحبة والاخاء تعيش هذه الظروف المعيشية الصعبة وتغيب فيها اهم وسائل الخدمات مجاريها تصب وتكتسح شوارعها لا صحة لا تعليم لا امن مستتب اصبحت وكأنها غابة تعيش فيها الوحوش وحاضنة للمجرمين والفسدة وتفشي فيها الجريمة بكل انواعها ووسائلها الاجرامية وسقطت الاخلاق والقيم الانسانية وكثرة فيها المليشيات واضحت ساحة للبلاطجة والمهربين ولبائعي لمخدرات والقتلة . عدن اليوم تدفع الثمن غالبا نتيجة مواقفها الصلبة والمعلنة في وجه المستبدين والباطشين من عتاولة القبيلة والطائفة وقهرة المناطقية من اي نوع كانت عدنالمدينة المدنية المسالمة الحضانة للبحر الاحمر والبحر العربي عدن العروسة التي تربط بين اهم قارتين اقتصاديتين تجاريتين في العالم من والشرق وحتى الغرب اليوم تعوي فيها اصوات الكلاب وتلعلع على جوانبها زائير الرصاص وتنهمر على شواطئها قذائف المدفعية وصواريخ الار بي جي ودانات الدبابات لماذا كل هذا الكره يمارس على عدن وداخل احيائها وازقتها وشوارعها ومديرياتها هذا التمعرس البي الحاقد.. الا مش من العيب ان تصل الامور الى هذه الانحطاطية والسقوط المدوي الذي تقوده قيادات على ارتباطات باجندات خارجية وداخلية. عدن اليوم تنزف ولا هناك من مغيث او منقذ او يظهر عقل واحد يفكر في كيفية ايجاد الحلول والمخارج للازمة ومن العيب والله ان تكون عدن المستهدفة في ظروف وحالات لا تستحقها نحن الجنوبيون من سمح. اعطاء لعصابات الفيد والتقطع والاختطاف والقتل ان يمرحوا ويسرحوا في اهم مدينة يقطنها المثقفون والمتخصصون واصحاب الاراء النيرة لقد سلمناها للاسف الى الفحام والجزار والحلاق وماسحي الاحذية وبائع القات وللمتطفلين الهمج والاغبياء نأتي اليوم نذرف دموع التماسيح على عدن التي ينتظرها مستقبل مظلم وازمات مستعصية تقودها الى اتون صراعات لا اول لها ولا اخر ان لم نوحد الاراء والاهداف نحن الجنوبيون ونكون اكثر حس بقضايانا الوطنية ان بقيت هناك شوية من وطنية وشوية مصداقية وشفافية . الا يكفي تعذيب عدن واهلها المسالمين الابرياء الا يكفي بيع وشراء ذمم الفاسدون والمطبلين والمعرقلين والمعطلين الا يكفي نهب وسرقة حقوق المواطنين متى نصحى ونعود الى جادة الصواب وكيف لنا ان نحكم العقل ونجلس على طاولة واحد نناقش امور مديتنا عدن ووطنا الجنوب بكامله ارض وانسان وثروة وهوية لماذا ندس رؤوسنا في التراب عندما تشتد الازمات وتتوتر الاوضاع داخل مدينة عدن لماذا لانسمع الاصوات النشاز من قيادات الخارج من الذين يغنون وهم خارج السرب من الذين يرتزقون على حساب القضية الجنوبية والجنوب كله لماذا لا يحددوا موقف واضح وصريح او يعلنوا عن حلول لماذا لا يراجعوا ضمائرهم عدن تغرق وتغرق في مستنقعات ووحل المكونات السياسية والعسكرية التابعة لمارب. صنعاء والرياض وابو ظبي وهناك اجندات اخرى تغوص في وحل المؤامرات على عدنايران وقطر وفصائلهما في الساحة الجنوبية علينا ان نكون واقعيون وان نحط النقاط على الحروف وان نوجه المسائل الى مساراتها الحقيقة وان نعلن الحقائق بكل حذافيرها وان لم نكون هكذا الجنوب لن يعود كجنوب ولكن سوف تهيمن وتسيطر عليه عصابات مغلفة تخدم مصالح خارجية وسيتمر الصراع وتضيع عدن والجنوب بخيراته وثرواته وهي اساس الخلاف بين المتصارعين اقليميا ودوليا ومحليا. عدن تنغمس في بلاليع الصراعات المبوبة وتسير وفق تسويات نحن الجنوبيون مستبعدون منها وعنها حتى يرضوا اصحاب القرار وهذا الامر يترتب على الاتفاقات والتفاهمات بين اهل المصالح في المنطقة والعالم هذه هي حقيقة الصراع والله المستعان ..