تحدثنا فيما مضاء عن تلك الملاحم التي سطرت على ارض حضرموت والتي طالبت وتطالب باستعادة الحقوق المشروعة للارض والانسان ، عرجنا في مقالنا السابق على تلك الاعمال الشنيعة التي مارستها الحكومات المتعاقبة على الارض الحضرمية ولعل ابشعها هو اغتيال مشائخها وبشكل منظم هادفة بذلك الي اسكات صوت الحق الحضرمي المطالب بالحقوق المشروعة . رغم ان كل تلك المطالب اتخذت منذ انطلاقها الجانب السلمي العفوي المنطلق من سجية ابن حضرموت على مر العصور ، الا ان تلك القوى الظالمة لطالما حاولت حر تلك الطرق وجرها الي دائرة العنف مراً وتكرارً مستخدمة سبل عدة لعل من اهمها نشر الفتن والتفرقة لتمزيق تلك اللحمة الحضرمية التي استطاعت قياداتها ومشائخها ان تجعلها متوازنة الي حد ماء . إن اغتيال الشيخ الشهيد سعد بن حبريش صباح الثاني من ديسمبر للعام الثالث عشر بعد الالفين للميلاد ، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، وتعد هذة الحادثة من نوادر الملاحم التي تجمع مختلف شرائح حضرموت قاطبة في الداخل والخارج بروح اخوية صلبة واحدة رغم سنين الشتات التي عاشتها تلك الارواح الحضرمية المحبة للاخاء والسلام في مختلف فترات السلم والصراع . يعد يوم العشرين من ديسمبر للعام الفين وثلاثة عشر ميلادية هو يوم مفصلي في تاريخ حضرموت فبعد ان ذاع سيط خبر اغتيال الشيخ سعد بن حبريش تداعت كل قبائل حضرموت للاستنفار والعزم على التكاتف يداً واحدة لردع ذاك الحاكم المتغطرس الذي مافتك يسفك بدماء ابناء حضرموت . تداعت قبائل حضرموت لعقد الخطوة التي تعد هي الاولى في التاريخ الحضرمي الحديث والمتضمنة عقد اجتماعها الطارى لتدارس الوضع الراهن الذي تمر به حضرموت ، وكان الاتفاق ينص على عقد اللقاء الموسع بوادي نحب تحت قيادة الشيخ عمر بن علي بن حبريش العليي ابن الشيخ الشهيد علي بن حمد الذي طالت عصابات الغدر في الثامن والعشرين من مارس للعام الف وتسعمائة وثمانية وتسعون للميلاد ، وكان اختيار الشيخ عمرو هو بمثابة اللبنة الاساسية للاستمرار في نهج الكفاح السلمي الذي انتهجة من قبلة ابية وعمة المغدوران فيما مضاء . اتفق الحاضرون جميعا تحت قيادة الشيخ عمرو بن حبريش العليي على المضي قدماً في اتمام تاسيس حلف حضرموت الموحد والذي وضع لبنتة الاولى من قبل الشهيدين علي وسعد بن حبريش ، وكان لهذا الخبر وقع قوي على تلك القوى الجاثمة على ارض حضرموت والتي مالبثت ان تقوم بزراعة الفتن بين ابناء حضرموت وتحيك الدسائس تارة ومحاولة شراء الذمم تارة اخرى ، الا ان ابناء حضرموت افراد قبل الشيوخ ابو الا ان يكونو يداً واحدة في وجة الظلم والطغيان . انطلقت الهبة الحضرمية في العشىرين من ديسمبر للعام الفين وثلاثة عشر ميلادية معلنة بذلك بداية عهد جديد لاستعادة كامل حقوق حضرموت ارضاً وانسان من قوى الظلم والطغيان ، واستمرت تلك الهبة حتى استطاع ابناء حضرموت بسيط سيطرتهم على كافة الارض الحضرمية التي كانت يوماً تدار باياد الغطرسة والعنجهية ..... إن الارواح الحضرمية بمختلف انتمائاتها القبلية والحزبية والمناطقية سطرت اروع الملاحم تحت قيادة الشيخ عمرو بن حبريش العليي شيخ مشائخ الحموم ورئيس حلف حضرموت قاطبة . لازالت الروح الحضرمية تسطر اروع الملاحم بعد مضي العام الرابع على الهبة الحضرمية ، وهي مستمرة في المضي قدماً نحو الرقي بحضرموت الارض والانسان الي مصاف الامم المتقدمة بفضل وحنكة اداء قيادتها العسكرية والقبلية والمدنية المحبة لهذة البلد الطيبة . عشتي حرة ايتها الارض الابية ، حضرموت يامهد الحضارات .