حضرموت إنها كتلك الاساطير لايكفي الحديث عنها مجلدات ودواوين تلك القرون الخالية والقادمة ، نعم انها الارض انها الحلم المتجدد انها المجد والوجود . مرت حضرموت في مختلف الازمان بمواقف عدة في مجملها تسطر معاناة ابنها تارة وظلم اعداءها تارة اخرى وهي لانزال الارض البكر المعطاة على مر السنين ، لست هنا بصدد سرد مفاصل المراحل التي مرت بها امي حضرموت فهي كما اسلفت ويعي الجميع حاجتنا الى سنوات لتسطير تاريخها المجيد .
تعاقبت تلك الحكومات الحاكمة للمنطقة منذ بداية ظهور الدويلات والسلطنات وغيرها من نظم الحكم بمختلف المسميات والتي كانت في جلها تنظر الي ارض حضرموت كمصباح على الدين الذي يطلب من مارده كل مانفس هوت واهتوت .
بالنظر الي المراحل القريبة من تاريخ حضرموت ولعل اهمها مابعد مشروع مايو 1990م نظرت الحكومة المستحدثة حينها كسابقاتها الي حضرموت كمنبع للثروة الدفينة في ارضها العذراء مترامية الاطراف ، حينها استبشر ابناؤها بتحرك تلك العجلة متأملين ماسوف يصلهم من خيرات ارضهم رغم ان علمهم مسبق بتقاسم تلك الثروات مع الجميع الا انهم وكما عرف عنهم السماحة بمختلف العصور رحبوا بتلك الشراكات وابتهجوا مع الجميع .
مرت الفترة الزمنية مسرعة والتي اعتقد الحضارم بانها فترة الصعود الي القمة فترة الرخاء والازدهار بعد طول الانتظار ، وتمر الايام ليرى ابناء هذة الارض بام اعينهم تلك القوى الظالمة وهي تستنزف ثرواتهم ايما استنزاف دونما اي اعتبار للأرض والانسان وكرامته ، تعالت الاصوات المطالبة بحق حضرموت وابنائها من هنا وهناك بالمنطق السلمي الذي وصف به ابناء حضرموت على مر العصور ، قوبلت كل تلك المطالب بالتسويف والمماطلة اذا ماقلنا التهميش بشكل ادق ولعل الطيبة التي يتحلون بها كانت هي الدافع الي تلك التصرفات الا مبالية بالمطالب المشروعة .
الشهيد علي بن حبريش .... لعل اول الاحداث التي غيرت من مجريات الحياة في حضرموت هي مطالبة ابناء حضرموت بحقوقهم المشروعة وفي اولوياتها الاحقية لساكني مناطق الامتياز النفطي ، طالب السكان الحضارم في تلك المناطق بابسط الحقوق الانسانية لهم كتوفير المراكز التعليمية والصحية والخدمية ولو بالشكل اليسير من قبل تلك الشركات المستحوذة على كل الارض بقوة السلطة الحاكمة في حينها والتي اسلفنا سابقا بعدم اعترافها بحقوق ابناء هذه الارض الطيبة ، كغيرة من ابناء حضرموت الشرفاء نهض الشهيد بن حبريش للمطالبة بالحقوق المسلوبة بالطرق السلمية .
قام الشهيد ولو بالمراحل الاولى بالمطالب اليسيرة ومالبثت القبائل الحضرمية بالتداعي للالتفاف حوله ولو بالمشورة والكلمة في تلك الفترة التي كانت تسيطر على الارض قوى ظالمة متسلطة تمارس مختلف الغطرسة والعنجهية ، عندنا احست تلك القوى بخطورة التحركات المطالبة بحقوق مواطني هذه الارض المحرومة خططوا في ليلة ظلماء على ازالة ذاك الخطر الذي يهدد مضاجعهم وبدى يؤرق نومهم وحلمهم بتلك المعيشة الرغدة .
في ظهيرت يوم السبت 28 من شهر مارس لعام 1998م تم اغتيال الشهيد علي بن حمد بن حبريش العليي رحمة الله ، ولعل تلك القوى الظالمة اعتقدت بانها سوف تنهي مابدى في تأسيسه الشهيد من نهوض علني للمطالبة بحقوق حضرموت المسلوبة ، اثار اغتيال الشهيد تلك الفترة كل قبائل حضرموت التي تداعت الى عقد العزيمة على المضي قدما في مشروع المطالبة بالحقوق المسلوبة وبشكل جماعي .
لم تقف السلطة الحاكمة انذاك عن تنفيذ خططها الطامعة الي استحواذ الثروة بشكل متسارع ولظمان استمرار مشاريعها عمدت على شراء الذمم وخلق الفتن بين قبائل حضرموت كافة لتستمر هي في تلك الغطرسة والعنجهية.
بعد مقتل الشهيد علي رحمة الله واصل المشوار اخيه شهيد الهبة الحضرمية الشيخ سعد بن حمد بن حبريش ، واعاد جمع القبائل الحضرمية بمختلف بقاع ومناطق حضرموت وتوحيدها في كيان واحد اطلق علية فيما بعد اسم "حلف حضرموت" واستمر الشيخ الشهيد سعيد في التجوال بين القبائل الحضرمية المترامية والتي ابدت كامل موافقتها على الوقوف يدا واحدة للمطالبة بالحقوق المشروعة لأبنائها ولو أطر الامر الى انتزاعها عنوة .
رغم ان تلك القوى الظالمة والحاكمة لأرض حضرموت قد تغيرت وتوالت الا انها لازالت تتخذ نفس النهج من عنجهية وظلم ، فقد خططت وبنفي الفكر السابق الي وأد تلك الحركة المطالبة بالحقوق المشروعة ولعلمهم بان الشهيد سعد هو المحور الاساسي في هذه الحركة قرروا ازاحته عن طريقهم .
الشهيد سعد بن حبريش .... صدم ابناء حضرموت صبيحة يوم الاثنين 2ديسمبر لعام 2013م بنبأ استشهاد الشيخ سعد بن حمد بن حبريش العليي ، وكان لهذا الخبر صدمة قوية هزت ارجاء حضرموت .
تداعت مختلف القبائل الحضرمية الي عقد اجتماع موسع لمختلف الشرائح الحضرمية قاااااطبة ، وعقدت مشائخ القبائل الحضرمية سلسلة من الاجتماعات واللقاءات واعلن عن انطلاق الهبة الحضرمية التي صادفت يوم 20 من ديسمبر لعام 2013م ولتعقد بعدها عدة معاهدات نتج عنها حلف حضرموت والذي يعد اول حلف يضم كافة ابناء حضرموت بمختلف طبقاتهم .
وهانحن اليوم في الذكرى الرابعة للهبة الشعبية الحضرمية وقد تحقق ولو جزء بسيط من حقوق حضرموت من خلال تولي ابناؤها حماية الارض والعرض بانفسهم ، وبناء قوة النخبة الحضرمية والتي تعد اول قوة حضرمية تفرض سيطرتها على الارض منذ ظهور تاريخ حضرموت على المعمورة .