إن حادثة إغتيال القائد الشهيد المقدم سعد حمد بن حبريش العليي زعيم طائلة قبائل الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت في أحد النقاط الأمنية على مشارف مدينة سيئون قد تركت جرحاً غائراً وبنزيف دمه الطاهر ومرافقيه الشهداء قد نزفت معه قلوب الحضارم كافة ألماً وحزناً عميقاً وتداعت لمقتله كل القبائل الحضرمية والأوساط الثقافية ومنظمات المجتمع المدني فمن غير المقبول أن يقتل قائداً قبلياً كبيراً في حضرموت بهذه الطريقة المهينة للكرامة الحضرمية, والزعيم الشهيد بن حبريش رجلاً عُرف عنه بالأخلاق الطيبة والكرم والعقلانية علاوة على حكمته المشهودة وتغليبه للحلول السلمية في كل المنعطفات والأزمات والظروف الصعبة التي مرت بها حضرموت. * تفصلنا ساعات قليلة ليوم مشهود في تاريخ حضرموت المعاصر لإستعادة الكرامة في الحشد الشعبي الذي حدد لها يوم غد الجمعة 20/12/2013م والمتفق عليه في بيان تجمع حلف قبائل حضرموت يكون يوماً تتداعى فيه كل المكونات القبلية والشعبية, بهدف نيل الحق الشرعي لأبناء الجنوب كافة وأبناء حضرموت خاصة في الإستقلال والتحرير وفي إستعادة الدولة والكرامة والهوية وخيرات الأرض التي طالما حُرم منها أبناء حضرموت وهي تعدُّ من أبسط الحقوق المدنية التي كفلتها كل الدساتير الدولية والشرائع السماوية. * فالتحضيرات التي سبقت لإنجاح الهبة الشعبية تؤكد بأن الحضارم عازمون على إسترداد حقوقهم المسلوبة وكرامتهم التي أهينت بمقتل زعيم قبائلهم ومقدم قبيلة الحموم هذه القبيلة التي كانت ومازالت ثائرة ضد الظلم والطغيان مذُّ عهد الإحتلال البريطاني على الجنوب الطاهر كانت قبيلة الحموم ومقادمتها رافضين الإذلال والخنوع للمحتل الأجنبي ورفض زعماء الحموم على مدى أكثر من خمسين عاماً تمرير أية مشاريع صغيرة على حساب المصلحة العامة لجميع قبائل حضرموت فكانوا رمزاً للنضال العشائري والمقاومة القبائلية ضد كل مظاهر الإذلال, وكان آخر زعمائهم الشهيد البطل علي بن حمد بن حبريش العليي الأخ الأكبر للزعيم القائد الشهيد سعد بن حبريش, وقد أغتالته أيضاً أيادي الغدر في العام 1998م في حادثة مشابهة لمقتل أخيه في سيئون, وبسبب خلاف حاد نشب بينه وبين القوى العسكرية المتنفذة آنذاك لمواقفه الثابتة ومطالبه في أحقية أبناء حضرموت في الوظائف العسكرية وحضرمة التوظيف والعمالة في الشركات النفطية التي تعمل في حضرموت فكان رحمه الله حافظاً للقرآن ونشأ في بادية وادي غيل بن يمين, ومن قبله حدثت إغتيالات كثيرة طالت مقادمة هذه القبيلة الأبية بطرق تنم عن أفعالٍ غادرة أشهرها في عهد السلطان القعيطي في مدينة الشحر في القرن الفائت. * وبهذا حشدت كل القبائل الحضرمية مسلحيها بعد فشل مساعي المصالحة التي قادها الرئيس عبدربه منصور هادي عبر إرساله الوساطة الرئاسية للتفاوض في الخروج بحلول مرضية مع زعماء تحالف قبائل حضرموت للجوء للتحكيم في مقتل زعيم قبيلة الحموم, إلا أن رجال القبائل الحضرمية عاقدين العزم على إستعادة الكرامة الحضرمية يساندهم ناشطين من الحراك الجنوبي لبسط أيادي حضرمية على الأمن العام والمرافق الحكومية والنفطية, ومع التوتر والترقب السائد في حضرموت إلى أنه يبقى أن ننوه إلى أنه ينبغي على اللجان الشعبية المشكلة لحفظ الأمن والممتلكات العامة والخاصة بأن يحرصوا على عدم التعرض للأشخاص والأفراد والأبرياء من المحافظات الأخرى وعدم المساس بحياتهم ومصالحهم الخاصة, ويجب على الحضارم جميعاً بأن يحقنوا دماء الآمنين والمواطنين, فإستعادة الكرامة لمقتل الشيخ بن حبريش ورغبة كل الأطُر والفعاليات الوطنية الحضرمية في إنجاح الهبة الشعبية, لا يمكن بأن يعطى لها الطابع الشرعي والحقوقي مالم تكون بعيداً كل البعد عن العنف تجاه المدنيين والعسكريين في حضرموت كافة, فإذا كانت نجاح الهبة الحضرمية هي رغبة كل الحضارم جميعاً لإسترداد حقوقهم المسلوبة, لهذا فأن تسلم الحضارم زمام أمورهم في أرضهم منوط بمدى وعيهم الحضاري والسلمي في تنفيذ مخرجات حلف القبائل الحضرمية والفهم الصحيح للأهداف السامية لهبتهم الشعبية. والله سبحانه من وراء القصد,,