بعد ثلاثة أيام مرعبة بلياليها ومآسيها ودع ابناء العاصمة عدن شهر يناير 2018م هذا الشهر المشئوم الذي تتكرر في أيامه الألم والمواجع التي لا تحصى ولا تعد وكأن ذلك الشهر مرتبط بأقدار إلهيه وحتمية في المشهد الجنوبي انطوت أيامه ولياليه حاملة في طياتها عبر سفر الأزمان حصيلة دامية من الأبرياء (بموجب إحصائيات اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان التي كشفت عن أرقام مرعبة لأعداد الضحايا جراء الإحداث الأخيرة التي شهدتها عدن أسفرت عن مقتل 87 شخصا وإصابة 312اخرين ) ((لا اعلم هل الإخوة الذي دعوا للتصالح والتسامح الجنوبي يوم13 يناير 2006م هل سيدعون ليوم أخر 28 يناير 2018م )) ان ما يسبق شهر يناير كالعادة عدد من الأشهر الساخنة التي تتراكم فيها الغيوم السواد والداكنة تتبخر من موجات البحر متأثرة بالمد والجزر لتسقط حمم من الإمطار النارية على أبناء عدن المسالمين .. وخلال أيام التسخين الأخيرة وقبيل هطول الإمطار النارية ارتفعت أصوات عدد من أبناء الجنوب محذرة ومطالبة بعدم اللعب بالنار في مقدمة تلك الأصوات .... النداء العاجل الذي أطلقه الرئيس علي ناصر محمد داعيا فيه الفرقاء بعدم تكرر ماسي الماضي وطلب التمعن في كلمات اغنية للفنان الراحل محمد سعد عبدالله أذيع صيتها أيام الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ... وللوقوف إمام أبيات تلك الأغنية وما تحمله من معاني ومدلولات نجدها تحاكي واقع اليوم وفي اجلي صوره وفيما يلي نختار منها تلك الأبيات : قال بن سعد قلبي فوش يا ما صبر.. وذاق بالكأس تعذيبه وطعم المرارة والذي حبهم ما عاد با ينفعوه... والفائدة منهم ما اليوم قدها خسارة ضيعوني وهم ضاعوا معي كلهم. قولوا لهم وين ذيك الهنجمه والشطاره جولهم ناس حد يضحك وحد يبتسم وامسوا المساكين بعد اليوم رهن الإشارة صدقوا كذبة الدجّال طمّع لهم لذاك بابور والثاني هبا له عماره لا تصدق ولا تطمع وتمسك بهم قدك على الفقر أحسن لك ولاذي التجارة ودّفوا كلهم أيش الذي ساقهم ليد نجار ما يعرف أصول النجارة جاب منشار والقدّوم با يشتغل وأنه لقي الكل قدامه مضاريب فاره الله يرحمك يا بن سعد ويرحم جميع المبدعين من أبناء الجنوب .. فعلا الكل مضروب فارة ، وأكثر ضرر من ضربت الفارة شعب الجنوب الذي يحلم إن يعيش بسلام وهدوء في أرضه .. ((لتعريف الفارة هي احد أدوات النجار التي تستخدم لتسوية الاعوجاج في ليحان الأخشاب )) وقد يتلف الخشب إذا كان النجار من الجديدين العهد على مهنة النجارة